كَثفت الولايات المتحدة اليوم الاثنين (22 نيسان/ أبريل 2019) حملتها على إيران في إطار فرض “أقصى الضغوط” عليها، معلنة إنهاء كل الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لمواصلة شراء النفط الإيراني. وبدت واشنطن جادة في موقفها حتى ولو أدى الأمر إلى توتر مع دول حليفة.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بلهجة تحذيرية “في حال لم تتقيدوا فستكون هناك عقوبات”، مضيفا “نحن عازمون على تطبيق هذه العقوبات”. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب ينوي بذلك التأكد من أن “صادرات النفط الإيراني ستصبح صفرا” وبالتالي “حرمان النظام من مصدر دخله الأساسي”.
وابتداء من الثاني من أيار/مايو المقبل بات على هذه الدول وهي الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان التوقف تماما عن شراء نفط إيراني.
وجاء الرد التركي سريعا إذ قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو “لن نوافق على عقوبات من طرف واحد ولا على قيود على طريقة إدارة علاقاتنا مع جيراننا”، في حين وعدت كوريا الجنوبية بمواصلة بـ “بذل كل ما هو ممكن للحصول على تجديد للاستثناءات”. أما ايران فوصفت مجددا الاثنين العقوبات الأميركية بـ “غير القانونية”.
ويعتبر منع شراء النفط الإيراني أهم بنود العقوبات الأميركية التي أرادتها واشنطن أن تكون “الأقسى في التاريخ”. وتقدر الإدارة الأميركية العائدات النفطية الإيرانية بنحو 40 % من أجمالي عائدات الدولة. وكانت الولايات المتحدة وافقت على منح هذه الدول استثناءات لمدة ستة اشهر.
السعودية والإمارات ستعوضان النفط الإيراني
وأعلنت الولايات المتحدة في بيان اليوم أنها والسعودية ودولة الإمارات، “ستلتزم العمل بما يتيح بقاء الأسواق النفطية العالمية مزودة بما يكفي من كميات” من النفط. وأعقب ترامب هذا البيان بتغريدة وعد فيها بأن تعمل الرياض مع دول أخرى من منظمة أوبك “على القيام بما هو أكثر من تعويض” النفط الإيراني. كما أعلنت السعودية استعدادها للعمل على بقاء السوق النفطية مستقرة.
Saudi Arabia and others in OPEC will more than make up the Oil Flow difference in our now Full Sanctions on Iranian Oil. Iran is being given VERY BAD advice by @JohnKerry and people who helped him lead the U.S. into the very bad Iran Nuclear Deal. Big violation of Logan Act?
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 22, 2019
ويأتي هذا القرار الأميركي بعد أسبوعين من وضع الحرس الثوري الإيراني على اللائحة السوداء الأميركية “للمنظمات الإرهابية الأجنبية”. وتعتبر واشنطن أن الهدف من حملتها هذه لتكثيف الضغوط على إيران هو وضع حد “للنشاطات المزعزعة للاستقرار” التي تقوم بها طهران في الشرق الأوسط، خصوصا في لبنان واليمن وسوريا.