ارتبطت كاتدرائية نوتردام برواية “أحدب نوتردام” التي كتبها الروائي الشهير فيكتور هوغو، ونشرها في العام 1831 وتدور أحداثها الرئيسة داخل الكنيسة التي كانت في ذلك الحين بناءً ضخماً لكنّه بناء أصمّ، مشوّه، أكله الدهر عليه وشرب، حاله كحال “كازيمودو، الأحدب الذي كانت تفيض روحه نبلاً وقداسةً.
كاتدرائية نوتردام التي بنيت في العام 1482 على نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس، تعدّ تحفة الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، وتعتبر واحدة من أهم المعالم التاريخية في فرنسا.
في الساعة السابعة من مساء يوم أمس الاثنين، التهم حريق هائل أجزاءً من الكاتدرائية التاريخية ما أدى إلى انهيار برجها، البالغ ارتفاعه 93 مترا وسقفها كما دُمِّر أحد مبانيها، الأمر الذي أثار صدمة وحزنا في مختلف أرجاء العالم.
في روايته “أحدب نوتردام” وصف هوغو حريقاً شبّ في الكاتدرائية، وكأنه كان يصف ما حصل في الكاتدارئية يوم أمس.
كتب هوغو: “شخصت العيون إلى أعلى الكنيسة، حيث التصقت النظرات بمشهد استثنائي، ففي أعلى الرواق، وفوق النافذة القزحية التي تحسبها معلّقة في السماء، كانت لظى النيران تتطاول بين البرجين ناثرة زخات من الشرر.. لهبٌ مضطّرب وغاضب، ألسنة محمّلة بالدخان أخذت تراقص الهواء المتفحِّم”.
“عندما هوت على الأرض، انسكب الرصاص والنحاس وشقّ طريقه في الردهة، كان السائل المصهور ينكسب على الأرض من هنا وهناك، كالمياه المتدفقة من آلاف الثقوب لخزان ماء، ومن خلال اللهب، كانت تطلّ الأبراج الضخمة، وكل برج اتخذ لنفسه جانبان؛ واحدٌ أسود وآخرٌ أحمر، فيما امتدت ظلال الأبراج إلى البعد البعيد، حتى ليخال للمرء أنها لامست حدود السماء”.
“النيران نحتت من الأشياء المحترقة تماثيل داكنة لشياطين تجلت فيها كل معاني البشاعة”.
والجدير بالذكر أن الكاتدرائية التي بنيت بالحجر الأبيض الجيرى والحجر الأخضر، وزينت جدرانها من الداخل بالفسيفساء، تحتوى علي برج الجرس على ارتفاع 41 مترًا وعليه أربعة تماثيل تحمل أبواقًا، كما تضمّ الكاتدرائية تماثلاً للسيدة العذراء، وهو مصنوع من نحاس مطلى بالذهب، وصحن الكنيسة يضم ثلاثة أجزاء متساوية، فيما مذبح الكاتدرائية يتخذ شكل نصف دائرة، يعلوه صورة للعذراء .