الفيتو الأميركي ضد القرار المصري بشأن القدس
(رويترز) : زادت عزلة الولايات المتحدة يوم الاثنين بسبب قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك عندما استخدمت حق النقض (الفيتو) لإسقاط دعوة من مجلس الأمن الدولي لسحب قراره.
وأيد أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الباقون مشروع القرار المصري رغم أنه لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالاسم لكنه أبدى ”الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس“.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي بعد التصويت ”ما شهدناه هنا اليوم في مجلس الأمن إهانة لن تنسى“.
وقالت ”كون هذا الفيتو يستخدم دفاعا عن السيادة الأمريكية ودفاعا عن دور أمريكا في عملية السلام في الشرق الأوسط لا يمثل مصدر حرج لنا بل يجب أن يكون مصدر حرج لبقية مجلس الأمن“.
وكان مشروع القرار يؤكد أيضا أن ”أي قرارات وتدابير تهدف إلى تغيير هوية أو وضع مدينة القدس أو التكوين السكاني للمدينة المقدسة ليس لها أثر قانوني ولاغية وباطلة ولابد من إلغائها التزاما بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة“.
وبعد استخدام الولايات المتحدة لحق النقض أبدت مصر التي طرحت مشروع القرار أسفها لعدم إقراره. وأعرب أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية عن ”أسف مصر لعدم اعتماد هذا القرار الهام الذي جاء استجابةً لضمير المجتمع الدولي“.
وقال ”من المقلق للغاية أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكد على قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفقا لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دوليا“.
وأضاف ”المجموعة العربية سوف تجتمع لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية مدينة القدس“.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الفلسطينيين سيتحركون في غضون 48 ساعة للدعوة إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لمنع قرار يدعو لسحب إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال المالكي للصحفيين في رام الله إن المجتمع الدولي سيعتبر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باطلا ولاغيا.
ومن جهته، أعرب المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتير، عن آسفه حيال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس. وأشار ديلاتير إلى أن أغلبية ساحقة في مجلس الأمن ترفض إحداث أي تغيير في وضع مدينة القدس. وقال ديلاتير إن “قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تغير الأساس المشترك الذي يجب أن تبنى عليه جهود السلام”.
وتابع المسؤول الفرنسي “اليوم نرى توافقا بشأن التوصل إلى حل سلمي، وأن النص المصري يهدف إلى هذه العناصر ونحن وبشكل منطقي أيدنا موقف مصر … ولا ندخر أي جهد كي يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات ولا بديل عن هذا الحل … وعلينا ألا نستسلم .. ويجب أن يكون طريق مجلس الأمن في هذا الاتجاه”.
ومن جهتها، قالت الخارجية التركية إنها صدمت لاستخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن القدس.
في المقابل، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الشكر إلى المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وقال نتانياهو في تغريدة على تويتر “شكراً للسفيرة هايلي، لقد انتصرت الحقيقة على الأكاذيب. شكراً للرئيس ترامب” قبل أن يكرر “شكرا لك نيكي هايلي”.