فايننشال تايمز: الأسد أو نحرق البلد.. رواية حية للحرب السورية

حالة حية لنظام يستخدم الوحشية للحفاظ على نفسه في السلطة

تحت عنوان “الأسد أو نحرق البلد .. رواية حية للحرب السورية”.. سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية الضوء على الأوضاع التي عاشتها وتعيشها سوريا ليس فقط منذ ثورات الربيع العربي التي وصلت رياحها لدمشق في 2011، ولكنها تمتد لعقود مضت تحت حكم عائلة الأسد.

وقالت الصحيفة سوريا هي حالة حية لنظام يستخدم الوحشية للحفاظ على نفسه في السلطة، لقد حدث ذلك لأول مرة في ربيع عام 1982 عندما دمر نظام الأسد مدينة حماة في حملته لتدمير جماعة الإخوان المسلمين، في الأسابيع التي تلت ذلك، نفذ النظام إعدام جماعي لمئات السجناء في سجن تدمر، وسحقت المعارضة، وأراد النظام أن يعرف السوريون العاديون أنهم سوف يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على سلطتهم، لقد كانت رسالة مفادها أنها سوف يستخدمها النظام مرة أخرى بعد مرور 30 عامًا.

وعندما توفي حافظ الأسد عام 2000 ، تولى ابنه بشار السلطة، وكان لديه تطلعات للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، لكن التغيير السياسي لم يكن خيارًا أبدًا، كانت السلطة في النظام تحت حراسة الأقلية العلوية التي كانت تكره الأغلبية السنية، وتلاشت الآمال في أي إصلاح في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وأضافت الصحيفة، أن بشار قرر بسرعة أنه لا يستطيع تحمل مصير صدام حسين، وتوصلت إيران حليفة نظام الأسد منذ عام 1982 عندما عملوا سويًا لمقاومة الإسرائيليين في لبنان إلى نفس النتيجة، كان على الولايات المتحدة أن تدفع ثمناً باهظاً ثمن الإطاحة بصدام، قد تكون الخطوة التالية إذا كان الفوز سهلًا، لذا قامت إيران بتسليح وتدريب الميليشيات الشيعية لتزيد من الفوضى.

كانت الأولوية العليا بالنسبة لدمشق هي أن يصبح العراق حمام دم حتى تظهر أمريكا في حالة تباطؤ، ولن تستخدم القوة مرة أخرى أبدا للإطاحة بنظام في الشرق الأوسط، تلك المقامرة التي قام بها بشار حصدت مكافأتها بعد ثماني سنوات، المظاهرات الشعبية في سوريا ، المستوحاة من الانتفاضة العربية تم سحقها، وانتقلت المعارضة السورية إلى المقاومة المسلحة ثم اندلعت حرب أهلية، لكن الغرب لم يتدخل.

Baghdad, 1978: Iraqi leaders Saddam Hussein, left, and Ahmed Hassan al-Bakr meet with Syrian president Hafez al-Assad, right © Getty

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول : عادة ما يفتقر دكتاتوريو الجيل الثاني مثل بشار، إلى المهارات الوهمية والتلاعب بأولئك الذين اضطروا إلى الفوز بالسلطة في المقام الأول، لذا فهم يعتمدون أكثر على العنف، إن حياة الثراء والامتياز هي إعداد ضعيف لتحديات القيادة، ويأمل بشار أن يؤدي عرضه للعنف الوحشي على شعبه إلى قبولهم بحكمه للعقود القادمة، كما فعلت وحشية والده في حماة، ومن المحزن أن السوريين العاديين ليس لديهم بديل.

عن صحيفة فايننشال تايمز ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية