سلطت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية الضوء على التطورات العسكرية في سوريا والموقف الغربي من الأزمة الدائرة في البلد الذي مزقته الحرب، معتبرة أن الولايات المتحدة وأوروبا تتجاهلان هذه الأزمة.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن:” الأزمة في سوريا لا تحتل مرتبة أولوية في أجندة قمة السبع المقررة هذا الأسبوع في بياريتس. كما أن غياب اثنين من اللاعبين الرئيسيين – روسيا وتركيا – يعني أنه من غير المرجح أن تكون هناك مبادرات حقيقة”.
واعتبرت الوكالة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قد غسل يديه من الصراع الدائر هناك”، على الرغم من قادة البنتاجون يعارضون طلبه بسحب كافة القوات الأمريكية من سوريا.
وقالت إن الزعماء الأوروبيين، الذين يعانون من العديد من المشاكل الملحة الأخرى، يفضلون عدم التفكير في سوريا على الإطلاق، معتبرة أن هذا الموقف يعبر عن قصر نظر بشكل غير مقبول.
ووصفت “إهمال” الحكومات الغربية للحرب التي دامت ثماني سنوات، وبصفة خاصة تأثيرها على المدنيين، بأنه بات ظاهرة مألوفة للأسف.
ورأت أن اهتمامهم بالأزمة متقطع وغير متكافئ، ومدفوع من وقت لآخر بأحداث رئيسية مثل هجمات الأسلحة الكيميائية أو جرائم الحرب المروعة للغاية التي لا يمكن تجاهلها.
يأتي هذا في الوقت الذي تتقدم فيه قوات النظام بدعم روسي وإبراني في إدلب بعد محاصرتها نقطة مراقبة تركية ببلدة مورك، وهي نقطةُ المراقبة الأهم في إدلب ومحيطها.
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من قصف سوري وروسي مكثف على مناطق في إدلب ومحيطها، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي.
وتمكنت الأربعاء من السيطرة على مدينة خان شيخون الإستراتيجية بعد انسحاب مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والفصائل المعارضة من المنطقة.
وتعرض رتل تركي كان في طريقه إلى مورك الاثنين لقصف سوري استهدف سيارة مرافقة تابعة لفصيل سوري معارض موال لتركيا. ولم يتمكن الرتل من إكمال طريقه بعدما قطعت قوات النظام طريق دمشق حلب الدولي مع تقدمها في خان شيخون ومحيطها.
ونددت أنقرة بشدة باستهداف رتلها. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قد أكد في وقت متأخر الأربعاء “من غير الوارد إغلاق أو نقل” مركز المراقبة في مورك، موضحا أنه “باق في مكانه وستواصل جميع مراكز المراقبة الأخرى المقرر إقامتها أو التي أنشأناها في إطار اتفاق إدلب، العمل في أماكنها”.
وعلى وقع التصعيد المستمر منذ نهاية أبريل، باتت مناطق عدة في شمال حماة وفي جنوب إدلب شبه خالية من سكانها، بعد موجات نزوح ضخمة نحو الحدود التركية شمالا. وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص، فيما قتل 900 مدني جراء القصف .
ولا تزال الطائرات الروسية والسورية تقصف مناطق عدة في الريف الجنوبي لإدلب خارج المنطقة المحاصرة، أبرزها بلدة معرة النعمان شمال خان شيخون.
وتسبب قصف جوي سوري الجمعة على معرة النعمان بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة وإصابة ستة آخرين بجروح.
وجاء التصعيد على الرغم من كون إدلب ومناطق في محيطها مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر ونص على وقف لإطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح ينسحب منها المعارضون. وحال هذا الاتفاق دون شن النظام هجوما على إدلب.
وسجلت تهدئة لبعض الوقت، لكن القصف والمعارك استؤنفت، ولم ينسحب المعارضون من المنطقة المحددة على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، وتمتد على طول الحدود الإدارية لإدلب مع محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).
عن صحيفة الغارديان البريطانية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا