في اجتماع عقدته سوريا والأردن والولايات المتحدة، استضافه وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، وشارك فيه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا توماس باراك، وذلك استكمالًا لمباحثات عُقدت في عمّان بتاريخَي 19 تموز و12 آب 2025.
وتم اعتماد بيان ثلاثي يتضمن خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء وتعزيز استقرار الجنوب السوري.
أكد البيان التزام الدول الثلاث بمبدأ أن محافظة السويداء جزء أصيل من سوريا، وأن أبناء المحافظة مواطنون سوريون متساوون في الحقوق والواجبات مع باقي السوريين. وشدّد على أن استقرار سوريا وازدهارها يشكلان ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، داعيًا إلى دعم عملية سياسية شاملة بقيادة سورية تُعيد بناء المؤسسات وتضمن تمثيلًا عادلًا لكل المكونات، وتعزز المساواة والمصالحة الوطنية.
بنود خارطة الطريق الواردة في البيان
- دعوة لجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية لإجراء تحقيق في الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة السويداء، والتزام الحكومة السورية بمحاسبة كل من تثبت مسؤوليته وفق القانون السوري.
- اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من تشير الأدلة إلى تورطه في انتهاكات بحق المدنيين أو ممتلكاتهم.
- ضمان استمرار إيصال كميات كافية من المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية ودولٍ مانحة.
- مواصلة جهود إعادة تشغيل كل الخدمات الأساسية في المحافظة، مع دعم الأردن والولايات المتحدة في تأمين التمويل الكافي من المانحين الدوليين.
- نشر قوات مؤهلة ومدرَّبة تابعة لوزارة الداخلية على طول طريق السويداء–دمشق لضمان حرية الحركة الآمنة للمواطنين والتجارة، مع دعم أردني وأميركي لتجاوز المعوقات العملية.
- سحب المقاتلين غير النظاميين من الحدود الإدارية للمحافظة، ونشر قوات شرطية مؤهلة ومنضبطة على الحدود الإدارية استنادًا إلى اتفاق عمّان، واتخاذ التدابير اللازمة لتمكين عودة السكان إلى قراهم.
- دعم جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمختطفين وتسريع عمليات التبادل.
- إعلان خطط وإجراءات لإعادة بناء القرى والممتلكات المتضررة، مع مساندة الأردن والولايات المتحدة في تأمين الدعم الدولي اللازم.
- قيادة الحكومة السورية جهودًا لتكريس سردية وطنية تحتفي بالوحدة والتعددية والمساواة بين جميع السوريين، وتسريع جهود احتواء خطاب الكراهية، بما في ذلك بدعم تشريعات تجرّم خطاب الكراهية إن اقتضت الحاجة.
- دعوة وفود من المجتمعات المحلية في السويداء (الدروز، المسيحيون، السنة) ووفد من ممثلي العشائر البدوية في المحافظة لعقد اجتماعات تهدف إلى تحقيق المصالحة.
- التوافق على ترتيبات أمنية وإدارية انتقالية قصيرة ومتوسطة الأمد تهدف إلى إعادة الإدماج الكامل للمحافظة في مؤسسات الدولة، وتشمل:
- تشكيل قوة شرطية محلية تضم كافة مكونات المحافظة وتؤمّنها قيادة من المحافظة يعينها وزير الداخلية؛
- تفعيل المؤسسات المدنية والإدارية بالتعاون بين المجتمع المحلي ومؤسسات الدولة المعنية؛
- تشكيل مجلس محافظة يمثل كل المكونات المحلية ويتفاعل مع الحكومة لقيادة جهود المصالحة؛
- استكمال إطلاق سراح المحتجزين والمخطوفين، وتعداد المفقودين وتوثيقهم؛
- إدارة تدفق المساعدات بالتنسيق مع الحكومة؛
- إنهاء التدخلات الخارجية في المحافظة والتأكيد على أنها جزء لا يتجزأ من سوريا؛
- تسهيل الوصول إلى الأدلة (جثث، شهادات شهود، كاميرات مراقبة) والتعاون مع لجنة التحقيق لضمان المساءلة القانونية.
- تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على بلورة تفاهمات أمنية مع إسرائيل بشأن الجنوب السوري لمعالجة الشواغل الأمنية المشروعة للطرفين، مع دعم الأردن لهذه الجهود.
- إنشاء آلية عمل ثلاثية بين سوريا والأردن والولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ خارطة الطريق، مع مراعاة واحترام السيادة السورية بالكامل.
التزام متبادل وخطوة تالية
اختتم البيان بالتأكيد على الإرادة السياسية المشتركة للمضي في تطبيق خارطة الطريق خطوة بخطوة، مع الالتزام بتقديم الدعم الفني والمالي المطلوب لتثبيت وقف العنف، واستعادة الأمن والخدمات، وتمهيد سبل المصالحة الوطنية وإعادة إدماج محافظة السويداء في مؤسسات الدولة.