لقاء الشرع وروبيو في نيويورك

Last updated:

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الاثنين، بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في نيويورك، في خطوة لتوسيع العلاقات مع الغرب وتخفيف عزلة بلاده، ليصبح بذلك أول زعيم سوري يشارك في اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة منذ نحو 60 عامًا.


كانت آخر مرة حضر فيها رئيس دولة سوري اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لقادة العالم في عام 1967. وقد أدى هجوم مسلح سريع للفصائل المعارضة قاده الشرع إلى الإطاحة بالنظام البائد وفرار بشار أسد إلى موسكو في ديسمبر.

منذ ذلك الحين، سعى الشرع إلى استعادة العلاقات مع الدول العربية والغرب، حيث كان المسؤولون في البداية متحفظين بسبب ماضيه الجهادي. وكانت الجماعة التي قادها سابقًا، وهي هيئة تحرير الشام، مصنفة سابقًا من قبل الولايات المتحدة كجماعة إرهابية أجنبية.

وقد ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا التصنيف وخففت العقوبات المفروضة على سوريا لفترة طويلة، في محاولة لضمان أن تصبح البلاد لاعبًا مستقرًا في الشرق الأوسط بعد عزلة عالمية تحت حكم الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: “أكد روبيو على هذه الفرصة أمام سوريا لبناء دولة مستقرة وذات سيادة، بعد إعلان الرئيس ترامب التاريخي في وقت سابق من هذا العام بشأن تخفيف العقوبات لصالح الشعب السوري“.

وأضاف البيان: “تمت مناقشة جهود مكافحة الإرهاب المستمرة، وجهود تحديد مكان الأمريكيين المفقودين، وأهمية العلاقات بين إسرائيل وسوريا في تحقيق أمن إقليمي أكبر“.

ومع ذلك، أعرب الشرع مجددًا عن شكه في أن تنضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام، التي شهدت تطبيع عدة دول عربية علاقاتها مع إسرائيل خلال ولاية ترامب الأولى، رغم أن سوريا تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ترتيب أمني محتمل قد يُستكمل في وقت مبكر من هذا الأسبوع.

وقال الشرع يوم الاثنين خلال قمة كونكورديا السنوية في نيويورك: “هناك فرق كبير بين سوريا وأعضاء اتفاقيات أبراهام. سوريا مختلفة، وأولئك الذين يشكلون جزءًا من اتفاقيات أبراهام ليسوا جيرانًا لإسرائيل، بينما سوريا كجار تعرضت لأكثر من ألف غارة وضربة وتوغّل إسرائيلي”.

وأضاف: “يجب احترام سوريا في هذا العصر الجديد. هناك مراحل مختلفة من المفاوضات مع إسرائيل للعودة إلى هدنة عام 1974”.

جاءت تصريحات الشرع في محادثة مع الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الذي قاد القوات في حروبي أفغانستان والعراق وكان مديرًا سابقًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

التقيا في قاعة مؤتمرات بنيويورك بعد أن كانا يقاتلان في طرفي الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق قبل عقدين، حيث كان الشرع من مقاتلي القاعدة المسجونين لدى القوات الأمريكية، بينما كان بترايوس مهندس استراتيجية عسكرية نجحت لفترة في قمع الجماعة المتطرفة.

في المنتدى، أشاد الشرع بترامب، الذي التقى به في السعودية في مايو، لاتخاذه “قرارًا جريئًا” برفع العديد من العقوبات عن سوريا. وقال الشرع: “أعتقد أن سوريا تستحق فرصة جديدة”.

ومع ذلك، لا تزال بعض العقوبات قائمة، واضطرت وزارة الخارجية الأمريكية للتنازل عن قيود التأشيرات المفروضة في عهد الأسد للسماح للشرع ووفده بالمشاركة في اجتماع قادة العالم بالأمم المتحدة، الذي يبدأ يوم الثلاثاء.

ودعا الشرع الولايات المتحدة لإزالة العقوبات المتبقية، قائلًا إن سوريا بحاجة إلى المساعدة بعد سنوات الحرب والأزمة. وأضاف: “يجب ألا يُقتل الشعب السوري مرة أخرى من خلال العقوبات. الشعب السوري يحب العمل، فرفعوا العقوبات ولا تقلقوا بشأنهم”.

كما التقى الشرع في نيويورك بالسيناتور جان شاهين والنائب غريغوري ميكس، وهما من كبار الديمقراطيين في لجان العلاقات الخارجية، وأكدت شاهين أن الكونغرس يجب أن يمرر تشريعًا تشترك في رعايته لرفع العقوبات المتبقية، وفق بيان للجنة مجلس الشيوخ.

وعند سؤاله عن الفظائع التي ارتُكبت ضد الأقليات في المنطقة الساحلية ومحافظة السويداء الجنوبية، والتي أثارت قلق الولايات المتحدة ودول أخرى، قال الشرع: “كان هناك فوضى كبيرة وارتكب الجميع أخطاء”.

وأشار إلى أنه ولأول مرة منذ 60 عامًا، سمحت سوريا للفرق الدولية للتحقق من الحقائق بدخول البلاد. وأضاف: “ستعمل الدولة السورية على محاسبة من يثبت تورطه حتى لو كانوا أقرب الناس إلينا”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية