غارات للاحتلال الاسرائيلي على محيط ريف دمشق بدعوى ” حماية االدروز “

بيان حول التدخلات الخارجية والاستحقاق الوطني

تفاقمت الأوضاع في ريف دمشق بعد سلسلة من غارات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت منطقة أشرفية صحنايا، وسط تصاعد الاشتباكات العنيفة بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة مجهولة الهوية. وأكدت مصادر سورية أن الضربات الجوية تسببت في وقوع إصابات بين المدنيين، فيما أفاد شهود عيان بتحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في أجواء المنطقة.

إسرائيل تُصعّد وتوجه “رسالة استفزازية” إلى دمشق

جاءت الضربات الإسرائيلية بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن العمليات العسكرية استهدفت “مجموعة متطرفة”، زاعمًا أنها كانت تخطط لتنفيذ هجوم ضد السكان الدروز في المنطقة.


ووفقًا للبيان الإسرائيلي، فإن هذه الضربة تأتي كتحذير مباشر للحكومة السورية، حيث شددت تل أبيب على ضرورة “التحرك لمنع أي تهديد ضد الطائفة الدرزية”. كما أشار البيان إلى “التزام عميق” تجاه الدروز داخل إسرائيل الذين تربطهم علاقات تاريخية وعائلية بأقرانهم في سوريا. ويخدم بعض الدروز في إسرائيل بجيش الاحتلال الإسرائيلي ويعارض ذلك آخرون.

جهود وساطة لاحتواء التصعيد

فيما تشهد المنطقة اضطرابات غير مسبوقة، دخلت شخصيات سياسية ودينية درزية على خط الوساطة في محاولة لمنع تفاقم الأزمة. وأعلن الزعيم اللبناني وليد جنبلاط عن اتصالات مكثفة مع عدة أطراف إقليمية، شملت دمشق، تركيا، السعودية، قطر والأردن، بهدف التوصل إلى هدنة تمنع التصعيد.



من جهته، أكد شيخ عقل الطائفة الدرزية في لبنان، سامي أبو المنى، أهمية ضبط النفس، داعيًا إلى التهدئة وحماية وحدة الصف. وفي هذا السياق، وصل وفد درزي بارز من جبل العرب إلى ريف دمشق، بقيادة شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع، إضافة إلى الأمير حسن الأطرش، بهدف وضع إطار لحل سياسي يحول دون الانزلاق نحو مواجهة طويلة الأمد.

بيان الخارجية السورية حول التدخلات الخارجية


انتهاء العملية الأمنية بصحنايا وانتشار القوات بأحيائها

أعلن مدير أمن محافظة ريف دمشق جنوبي سوريا، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في أشرفية صحنايا، وانتشار قواته بأحياء المنطقة لضمان استعادة الاستقرار.


وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) قال مدير مديرية الأمن بريف دمشق المقدم حسام الطحان: “نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار”.

المشهد إلى أين؟

الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا وصحنايا منذ مساء الثلاثاء أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 24 قتيلاً، بينهم عناصر أمن ومدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة السورية. وبالتوازي مع ذلك، استعاد الجيش السوري السيطرة على عدة مناطق بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات مسلحة.


في ظل التصعيد العسكري المتواصل والتدخلات الإقليمية المتشابكة، يُطرح سؤال جوهري حول مستقبل سوريا: هل يمكن للبلاد تجاوز هذه الأزمات نحو استقرار دائم، أم أن التطورات الأخيرة تنذر بمزيد من التوترات والصراعات المستمرة؟

التفاعل بين القوى الدولية والمحلية، فضلاً عن التغيرات في التوازنات الداخلية، يجعل المشهد أكثر تعقيدًا، ما يفتح الباب أمام احتمالات مختلفة، تتراوح بين الانفراج السياسي أو استمرار دوامة المواجهات والنزاعات المسلحة.

 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية