أحدب إنستغرام: دراسة تتوقع مستقبل المؤثرين

الوجه القبيح لثقافة السوشيال ميديا

قد يظهر المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة براقة، لكن جمالهم اللافت – على ما يبدو – لن يستمر طويلاً. فقد ابتكر خبراء في موقع Casino.org المتخصص بالمقامرة نموذجًا رقمياً مشوهاً يوضح كيف سيبدو صناع المحتوى بحلول عام 2050، بجلد مبقع، وظهر منحن، وآلام مزمنة في الرقبة.

وكتب الخبراء: “صحيح أن هذه المهنة قد تبدو براقة، لكنها قد تجلب تغييرات كبيرة على أسلوب حياتنا.” وأضافوا أنهم أرادوا دراسة كيف يمكن لمهنة “عصرية” – تضم ما بين 30 إلى 50 مليون شخص حول العالم، وتنمو بنسبة 10 إلى 20% سنويًا – أن تؤثر على المظهر مع مرور الزمن.

واستنتجوا أن “مطاردة الخوارزميات، وضغوط معايير الجمال، والإنتاج المستمر للمحتوى يمكن أن يترك آثاراً مرئية على الجسد والعقل.”

ولإيضاح الفكرة، ابتكر الموقع شخصية تدعى آفا، وهي تمثيل رقمي لتداعيات سنوات من صناعة المحتوى، على غرار رواية أوسكار وايلد القوطية “صورة دوريان غراي” (1890)، لكن في عصر السوشيال ميديا.

“من رحلات العلامات التجارية المتكررة إلى لاس فيغاس، وصولاً إلى grind يومي من الفلاتر وجلسات التصوير، لقد ترك أسلوب حياتها بصماته عليها.” وأوضحوا: “استنادًا إلى أبحاث طبية، فإن مظهر آفا هو نتاج عادات المؤثرين.”

“Algorithm-chasing, beauty standard pressures, and non-stop content creation can take a visible toll on both body and mind,” Casino.org writes

سيكون لأسلوب الحياة الخامل والمشبّع بالشاشات أثر ارتدادي مباشر على المؤثرين. فقد أدى الاستخدام المطول لوسائل التواصل والهواتف الذكية، وساعات الوقوف أمام أضواء التصوير، إلى أكتاف مستديرة، وانحناءة دائمة للرأس، وآلام مزمنة بالرقبة تُعرف باسم “رقبة التقنية”.

وكتب باحثون في دورية Interdisciplinary Neurosurgery أن “الاستخدام المتكرر للهاتف الذكي يمكن أن يقود إلى أوضاع غير طبيعية للرقبة أو اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي.” وأضافوا أن هذه الوضعية المنحنية “تزيد آلام العمود الفقري العنقي وتسبب إجهادًا في عضلات المناطق المجاورة.”

ويصبح الأمر مقلقًا أكثر عندما نعلم أن بعض المؤثرين يعملون حتى 90 ساعة أسبوعياً، معظمها أمام الشاشات، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

على غرار الفيلم الاستشرافي The Substance، قد تكون مطاردة نجوم وسائل التواصل للكمال الجمالي قد حكمت عليهم بالقبح لاحقًا.

فقد أظهرت شخصية آفا تهيجًا في الجلد، والتهابات، وبقعًا غير متجانسة ناجمة عن “طبقات المكياج اليومية، والتبديل المستمر لمنتجات العناية، والاستخدام المفرط لمستحضرات التجميل”، بحسب Casino.org.

يأتي ذلك في ظل تزايد الإقبال لإجراء عمليات تجميل منخفضة التكلفة، قد تؤدي أحيانًا إلى إصابات أو حتى وفيات.

لكن التجميل الجراحي ليس شرطًا لإتلاف البشرة؛ إذ يمكن للتعرض الطويل الأمد لأضواء LED – مثل الحلقات الضوئية والشاشات – أن يسرّع ظهور التصبغات، والخطوط الدقيقة، والتهابات مزمنة تُعرف باسم “الشيخوخة الرقمية”.

ساعات طويلة من المونتاج والبث المباشر قد ترهق العيون أيضًا.

وتعرف هذه الحالة طبيًا بـ”إجهاد العين الرقمي” أو متلازمة رؤية الكمبيوتر، وتظهر أعراضها في شكل احمرار وجفاف دائمين، وتشوش في الرؤية، وهالات سوداء عميقة مصحوبة بانتفاخ تحت العين، كما يُظهر نموذج آفا.

وللتقليل من هذه الآثار، يُوصي الخبراء العاملين عن بعد بتطبيق قاعدة 20-20-20: أي النظر إلى جسم يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، وفقًا لموقع Healthline.

كما أن التحقق المستمر من المحتوى أو التفاعل مع المتابعين قد يقود إلى قلة النوم (أرق المؤثرين؟) بسبب ارتفاع الأدرينالين وتأثير الضوء الأزرق على إيقاع الساعة البيولوجية.

أظهر نموذج آفا وجهًا غير متوازن ومشوهاً نتيجة سنوات من استخدام الفيلرز. واستلهم الباحثون ذلك من ظواهر مثل “تشوه سناب شات” و”متلازمة الوجه الوسادة”، حيث يؤدي الإفراط في التجميل إلى خدود منتفخة، وذقن مدببة غير طبيعية، وملمس وجه مصطنع.

ولم يسلم الشعر أيضًا؛ إذ يمكن أن تسبب إضافات الشعر والتصفيف المستمر ظهور بقع صلع، وتراجع خط الشعر، وترققاً يصعب عكسه.

وحذرت أخصائية الجلدية وخبيرة تساقط الشعر آمنة عادل من أن “الوزن والشد المستمر لجذور الشعر يؤديان إلى حالة تُسمى الثعلبة الشدية (Traction Alopecia).” وأضافت: “مع الوقت قد تصبح غير قابلة للعكس وتؤدي إلى فقدان دائم للشعر.”

الخلاصة

كتب موقع Casino.org: “آفا ليست مجرد صورة مفاهيمية – إنها انعكاس للتأثيرات طويلة الأمد لهذه العادات.” وأردف: “الرسالة واضحة: وازن بين الطموح وصحة الجسد، ضع حدودًا للعمل، وتذكر أن العافية تدوم أكثر من أي موضة.

 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية