احتجاز الأسطول العالمي إلى غزة: وزير إسرائيلي يسخر من النشطاء

احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، آخر قارب من أسطول دولي كان يحاول كسر الحصار البحري المفروض على غزة المدمرة بفعل الحرب، فيما شهدت مدن حول العالم موجة جديدة من المظاهرات ضد الإجراءات الإسرائيلية في غزة واعتقال نحو 450 ناشطًا كانوا على متن القوارب.

وزير إسرائيلي متطرف واجه النشطاء المحتجزين، ساخرًا من مبادرتهم الإغاثية، واتهمهم بدعم “الإرهاب”، في مقطع مصور انتشر على نطاق واسع يوم الجمعة.

في إيطاليا، خرج العمال والطلاب إلى الشوارع بعدما دعت أكبر النقابات في البلاد إلى إضراب عام ليوم واحد تضامنًا مع الفلسطينيين ومع الأسطول. وتم إلغاء أو تأجيل مئات القطارات وعدد من الرحلات الداخلية، كما أُغلقت العديد من المدارس العامة والخاصة.

القارب الأخير

القارب الأخير في أسطول “الصمود العالمي”، المسمى “مارينيت”، كان متأخرًا عن باقي السفن، لكنه واصل الإبحار باتجاه الأراضي الفلسطينية في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بعد يوم من اقتحام البحرية الإسرائيلية 41 قاربًا واحتجاز النشطاء، مؤكدة أنهم سيرحّلون.

بث مباشر من “مارينيت” أظهر لحظة صعود القوات الإسرائيلية على متنه.

وكان الأسطول، الذي حمل كمية رمزية من المساعدات الإنسانية لغزة، أكبر محاولة حتى الآن لكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على القطاع.

بدأت عمليات الاعتراض الإسرائيلية ليلة الأربعاء واستمرت حتى الخميس، حيث تم إيقاف القوارب واحدًا تلو الآخر قبالة سواحل غزة، واحتُجز النشطاء — بمن فيهم غريتا تونبرغ، وماندلا مانديلا حفيد نيلسون مانديلا، وعدد من النواب الأوروبيين.

وحذرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية من أن “مارينيت” سيتم اعتراضه أيضًا إذا واصل رحلته.


احتجاجات حول العالم

أثارت اعتراضات الأسطول واعتقال النشطاء مظاهرات في قارات عدة، من أميركا اللاتينية إلى آسيا.

Police clash with pro-Palestinian, anti-Israel demonstrators during a protest in Barcelona, Spain, on October 2, 2025
Pro-Palestinian demonstrators march along the ring road in Rome, 3 October, 2025 
Demonstrators gather in Parliament Square to protest and demand protection for the Global Sumud Flotilla, some of whose vessels were intercepted by Israeli forces while carrying aid and activists to Gaza, in London, Britain, October 2, 2025

عشرات الآلاف خرجوا مجددًا مساء الخميس ويوم الجمعة في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا ودول أخرى، مطالبين بإنهاء الحرب على غزة والإفراج عن النشطاء.

المتظاهرون رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا “فلتتحرر فلسطين!”، وفي عدة مواقع اقتحموا محطات قطارات، وأغلقوا طرقًا، واشتبكوا مع الشرطة.

وزير متطرف يواجه النشطاء

في ميناء أشدود جنوب إسرائيل، ظهر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير في مقطع مصور خلال تفقده موقع احتجاز النشطاء قبل ترحيلهم.


اتهم المشاركين في الأسطول — المنتمين إلى أكثر من 40 دولة — بدعم “الإرهاب”، وسخر من مبادرتهم الإغاثية على متن أحد القوارب المحتجزة.

يظهر النشطاء في التسجيل وهم جالسون أرضًا متقاطع الأيدي، فيما يقف بن غفير مطلقًا اتهاماته. وسمع أحدهم يردّ بهتاف “فلتتحرر فلسطين”، دون أن يتضح من كان صاحب الصوت.

بحلول ظهر الجمعة، كانت إسرائيل قد رحّلت أربعة مواطنين إيطاليين على الأقل، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية عبر منصة “إكس”، مضيفة أن “إسرائيل حريصة على إنهاء هذه الإجراءات بأسرع وقت ممكن”.

أسطول الصمود: المساعدات الإنسانية في السفن المحتجزة موثقة بالصور

قال نائب منسق الوفد التركي بأسطول الصمود العالمي، محمد راشد سانجار، الجمعة، إن المزاعم الإسرائيلية بأن سفن الأسطول التي كانت متجهة إلى غزة “لا تحمل مساعدات إنسانية” عارية عن الصحة، مؤكداً أن المواد الإغاثية التي شُحنت على متن السفن موثقة بالصور.

وفي حديث للأناضول بخصوص المزاعم الإسرائيلية، أشار سانجار إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زعم أن السفن المحتجزة لا تحمل الكثير من المساعدات الإنسانية، مضيفاً: “بن غفير، الذي تمرس في الإبادة والمجازر، لم يعد قادراً على صناعة الدعاية كما في السابق”.

وأكد سنجار رفضه لهذه المزاعم، مشدداً على أن شحن المساعدات على متن السفن جرى توثيقه بالصور.

وذكّر بأنه قد طُرحت في وقت سابق دعوات لإجراء تفتيش مستقل على السفن والمواد الإنسانية بداخلها، بل وحتى لمرافقتها حتى شواطئ غزة، “لكن الطرف الآخر (إسرائيل) لم يكن صادقاً ولذلك لم يرد على دعوتنا”.

وأوضح سانجار أنه استناداً إلى تجارب سابقة، وجّه الوفد التركي تحذيرات للمشاركين في الأسطول بعدم اصطحاب مقتنيات ثمينة معهم، لأن “القراصنة الإسرائيليين” الذين يهاجمون السفن قد يصادرونها.


وأضاف: “وبالتالي لا نعلم ما إذا كان هؤلاء الجنود المزعومون قد أخذوا المساعدات أم لا، أو ألقوها في الطريق”.

وأشار إلى أن السفن المشاركة في الأسطول ليست كبيرة من حيث القدرة الاستيعابية، لأن الهدف الأساسي هو تعزيز احتمال اختراق الحصار المفروض على غزة.

وفي تعليقه على المزاعم الإسرائيلية، أردف: “إنهم يخافون لأنهم ارتكبوا المجازر. ويتصورون الجميع على شاكلتهم. إننا أمام جماعة لا تعرف كيف تتصرف وتطلق المزاعم بعد الضغوط التي تتعرض لها”.

عزم على المحاولة مجددًا

نُشر مئات من عناصر الشرطة في أشدود بالتزامن مع إحياء إسرائيل “يوم الغفران”، أحد أقدس أيام التقويم اليهودي، للتعامل مع احتجاز النشطاء. وكررت السلطات اتهام الأسطول بوجود صلات مع حركة “حماس”، دون أن تقدم أدلة كافية، فيما رفض النشطاء الاتهامات بشدة.

أحد القوارب التي كانت تبحر في مؤخرة القافلة — وعاد أدراجه لتجنب الاعتراض الإسرائيلي — رسا مساء الخميس في ميناء لارنكا بقبرص وعلى متنه 21 شخصًا.

القبطان الفلسطيني أسامة قشوع (43 عامًا)، قائد قارب “سمرتايم يونغ”، قال إنه قرر العودة لأن مهمة قاربه كانت فقط دعم بقية الأسطول.

وأضاف: “النشطاء يقفون في الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب الشعب المظلوم”.

الناشطة الماليزية نادية النوري، العضو في لجنة قيادة الأسطول، أوضحت أنه رغم عدم وصول القوارب إلى غزة وعدم تمكنها من تسليم المساعدات، فإن عزيمتهم لم تنكسر.

وقالت: “سنكرر هذه المحاولات مرارًا وتكرارًا حتى نحقق غايتنا، وهي وقف الإبادة وتحرير فلسطين”.

وكان أسطول آخر مكوّن من تسع سفن قد انطلق الأسبوع الماضي من إيطاليا عبر البحر المتوسط، ضمن تحالف “أسطول الحرية” ومبادرة “ألف مادلين إلى غزة”، وكان لا يزال على بُعد أيام من الأراضي الفلسطينية وفق بيانات التتبع.

 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية