وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض يوم الاثنين لعقد اجتماع تاريخي مع الرئيس دونالد ترامب، ليصبح أول زعيم سوري يزور المكتب البيضاوي.
لم يُستقبَل الشرع من قبل ترامب عند مدخل البيت الأبيض، وهو إجراء بروتوكولي معتاد عادةً مع الزعماء الأجانب قبل لقائهم الرئيس الأميركي.
حضر محادثات المكتب البيضاوي كلٌّ من وزير الخارجية السوري أسعد شيباني، ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، إلى جانب نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، ووزير الدفاع بيت هيغسث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين.
تمثل هذه المحادثات تحولاً دراماتيكياً في العلاقات الأميركية – السورية بعد نحو عام من إسقاط النظام البائد وفرار بشار أسد إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتأتي بينما ينظر الكونغرس في إمكانية رفع العقوبات المتبقية على دمشق.
كان ترامب قد علّق بالفعل بعض العقوبات الأساسية المفروضة بموجب “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا” لمدة ستة أشهر، غير أن الإلغاء الكامل لا يزال غير محسوم وسط معارضة مشرعين متحفظين على منح الشرع إعفاءً غير مشروط.
وبينما كان اجتماع الشرع – ترامب جارياً يوم الاثنين، أعلنت الإدارة الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو أصدر قراراً بالإعفاء من عقوبات “قانون قيصر” لمدة 180 يوماً إضافية. ويحل هذا الإعفاء محل القرار الذي أصدره روبيو في شهر مايو/أيار .
في الوقت نفسه، ومع اقتراب ختام لقاء ترامب والشرع، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بروبيو في البيت الأبيض. وكان متوقعاً أن يبحث فيدان القضايا الثنائية والإقليمية، وفق مصدر دبلوماسي تركي تحدث قبل الزيارة غير المعلنة لوزير الخارجية إلى الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يحثّ الزعيم السوري المشرّعين الأميركيين على إلغاء “قانون قيصر”، الذي يرى كثير من الخبراء أنه ضروري لمنح المستثمرين الدوليين الثقة الكافية للانخراط في مشاريع داخل سوريا. وكانت مجموعة البنك الدولي قد ذكرت الشهر الماضي أن إعادة إعمار سوريا ستكلّف نحو 216 مليار دولار — أي ما يقارب عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسوريا العام الماضي.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقى الشرع بالنائب الجمهوري براين ماست (عن ولاية فلوريدا)، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وهو من أبرز المعارضين لرفع “قانون قيصر”. ويُنظر إلى ماست على أنه العقبة الرئيسية أمام تمرير مشروع قانون تسوية بين المشرّعين.
وقال ماست في بيان بعد لقائه الزعيم السوري:
“أجرينا محادثة طويلة وجادة حول كيفية بناء مستقبل لشعب سوريا خالٍ من الحرب، وداعش، والتطرف.”
وأضاف: “هو وأنا جنديان سابقان وعدوان سابقان. سألته مباشرة: لماذا لم نعد أعداء؟”
ومن المتوقع أن يوقّع ترامب والشرع اتفاقاً تنضم بموجبه دمشق إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمكوّن من دول تتعاون لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ويتوقع أن يُرسّخ الاتفاق تعاوناً استخباراتياً موسعاً ضد داعش، دون أن يتضمن شراكة عسكرية مباشرة.
وصل السيد الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض في زيارةٍ رسميةٍ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان في استقباله الرئيس الأمريكي السيد دونالد ترامب.
— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) November 10, 2025
وعقد الرئيسان جلسة مباحثات، pic.twitter.com/45YGVGgM2F
ألقى الرئيس ترامب تصريحًا بارزًا أمام وسائل الإعلام، يعكس رؤيته للعلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية. قال ترامب:
“لدي اتفاق معه. إنه قائد قوي. يأتي من مكان صعب، وأنا أحب هذا النوع من الأشخاص. أتفق جيدًا مع الرئيس الجديد لسوريا، وسنفعل كل ما في وسعنا لنجاح سوريا، لأن هذا الجزء من الشرق الأوسط يعيش الآن في سلام لأول مرة في الذاكرة.”
في هذا التصريح، أعرب الرئيس ترامب عن تقديره للقائد السوري الجديد، مشيرًا إلى خلفيته ودوره في الساحة السياسية، كما تعهد بدعم الولايات المتحدة لنجاح سوريا وسلام الشرق الأوسط.
يأتي هذا التصريح في ظل جهود دبلوماسية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وإعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا بعد عقود من التوتر.
وعلى الرغم من أن ترامب التقى الشرع في وقت سابق من هذا العام في السعودية إلى جانب ولي العهد محمد بن سلمان، فإن اجتماع الاثنين يمثّل أول لقاء ثنائي مباشر بين الزعيمين.








ماهر حمصي