دمشق وموسكو: لقاءات عسكرية مكثفة وجولة ميدانية في الجنوب السوري

خلال يومين، تحركت روسيا وسوريا على ثلاثة محاور متزامنة: لقاءات سياسية وعسكرية في دمشق، جولة ميدانية في الجنوب السوري، واجتماع رسمي في موسكو. لم تُعلن أي جهة عن خطة شاملة، لكن تتابع الخطوات وتزامنها كشف عن مسار منسّق يبدأ من المقرّات، ويمتد إلى الميدان، ثم يُختَم في العواصم.


ويكتسب هذا الحراك الميداني–السياسي وزنه حين يُوضع في سياق التوقعات التي وردت قبل أسابيع. ففي 15 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، توقّع مصدر سوري في حديث لـ”رويترز” أن يطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره السوري أحمد الشرع، خلال لقائهما في موسكو، مسألة إعادة نشر الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري، لضمان منع أي تعدّيات إسرائيلية جديدة. كما توقّع المصدر أن الشرع قد طالب حينها بدعم روسي لمواجهة الضغوط الإسرائيلية الرامية لتوسيع نطاق المنطقة منزوعة السلاح في الجنوب.
هذه الخلفية تقدّم مفتاحًا لقراءة التحركات الأخيرة، وتضعها ضمن إطار تفاوضي–أمني أوسع لا يتعلق بالميدان فقط، بل بإعادة ضبط قواعد الاشتباك على تخوم الجولان المحتل.

في دمشق ، التقى وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة في دمشق يوم الأحد وفدًا من وزارة الدفاع الروسية برئاسة نائب الوزير يونس بيك يفكوروف، في مقر القيادة العامة، بحضور عدد من كبار الضباط والقادة السوريين.
تناول اللقاء ملفات عسكرية بين الوزارتين.

عقب اللقاءات، تحرك وفد مشترك من وزارتي الدفاع الروسية والسورية نحو الجنوب السوري، في جولة ميدانية شملت عددًا من المواقع العسكرية. وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية أن الجولة هدفت إلى “الاطلاع على الواقع الميداني ضمن إطار التعاون القائم بين الجانبين”.
الوفد، الذي ضم عناصر تقنية وعسكرية روسية تابعة لقاعدة “حميميم”، تحرك برفقة رتل من قوات الأمن العام السورية يضم نحو 25 سيارة دفع رباعي. بدأت الجولة من مدينة سعسع بريف دمشق، مرورًا بمنطقة بيت جن، ثم إلى نقطة عسكرية في التلول الحمر غرب البلدة، والتي كانت سابقًا نقطة تمركز للقوات الروسية. بعدها واصل طريقه نحو ريف القنيطرة الأوسط، ثم إلى منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وهي مناطق تشهد توغلات إسرائيلية شبه يومية.

مصادر مطلعة رجّحت أن تكون الجولة مرتبطة بترتيبات أمنية جديدة في الجنوب السوري بين روسيا وإسرائيل، تشمل احتمال إعادة تفعيل دور الشرطة العسكرية الروسية في نقاط محددة قرب منطقة فصل القوات على أطراف الجولان المحتل. وكانت القوات الروسية تنتشر قبل إسقاط النظام في ديسمبر 2024 في تسع نقاط عسكرية في ريفي درعا والقنيطرة، حيث تولّت وحدات الشرطة العسكرية الروسية مهام المراقبة الجوية والبرية، قبل أن تنسحب باتجاه مطار تدمر، ومنه إلى قاعدة “حميميم”، ضمن إعادة تموضع شامل أبقت فيه موسكو على وجودها البحري في طرطوس، وحضور محدود في مطار القامشلي.


 

 

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية