مسودّات النار … لـ: أنور عمران

أنور عمران
شاعر سوري


لو أن الحياةَ مثل القصائد

.. مسودَّاتٌ نستطيعُ أن نُنقِّحهَا وقت نشاء

كنتُ عدتُ إلى بيتكم سنتين

عَدَّلتُ مسار رصاصتين

وزوّجت أخي الشهيد من أختكَ الشهيدة…

الفراشاتُ/  

صديقاتُ هذي النار

تعضني في قلبي،

فأرى في الدخانِ

وجهَ بنتٍ كنتُ نسيتهُ من عشرين عاماً،

تركَ شبابُ حارتها معاولهم،

وانكسروا مع الريح…

فلم تنقصْ إلا جديلةً

ولم تزددْ إلا دمعةً…

أحملُ جثةَ أخي مثل حدبة،

وأمشي تحت القناطر التي تحلم بالعابرين،

مكسوراً مثل الكمنجات في آخر الأغنياتِ أمشي ..

أحملُ دمَ أخي

وهو يمتدُّ من شَرَّاقة السجن حتى بيت قاتله، ويعاتبهُ قليلاً:

من دون أن أنتبه إلى وجهة الريح صرتُ هنا

فنَمْ آمناً كي أُصَدِّقَ أنني خطأٌ عرضيٌّ في سيرتك الذاتيةِ….،

نَمْ هانئاً كي أموتَ بلا منغصات …

قال الرجلُ الذي سألوه عن آلهته:

عندي فقري

خمسُ دجاجات

عنزةٌ واحدة

نصفُ بقرة أشتريتهُ بأساور زوجتي

وتشاركتُ مع السامريِّ،

وربعُ كيسٍ من القمح…

وعندي من الغِنى

طفلٌ صغيرٌ يضحك حين أغني عن الثعالبِ.

خذوا حقلي،

خذوا فقري كله،

واتركوا لي كنزي..

الفتى في الغابة

غنّى وهو يحتطب أغنيةً طويلة.. طويلة..

وفيها قالَ أسماءَ كلِّ البناتِ إلا واحدة…

وفي مزارع التبغ الطرية

أسفلِ الوادي

حيث البناتُ يحشرن الأحلام

وتصير الفساتين خيمة…

تدحرجُ قلبٌ صغير،

قلبٌ عاش عمره بلا نافذة…!!



يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية