وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زار القيادي في حركة “فتح” الأسير مروان البرغوثي داخل سجنه في “غانوت”، برفقة مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، في خطوة غير مألوفة شملت توثيقًا مصورًا نُشر للعامة للمرة الأولى منذ سنوات.
وخلال الزيارة، وجه بن غفير للبرغوثي تهديدات مباشرة بالقتل قائلا:
“لن تنتصروا. من يعبث مع شعب إسرائيل، ومن يقتل أطفالنا ونساءنا، سنمحو وجوده. يجب أن تعرفوا ذلك عبر التاريخ كله”.
ويُعد نشر صور أو تسجيلات لأسرى أمنيين معروفين أمرًا نادرًا، إذ يتطلب عادةً موافقة خاصة من مصلحة السجون.
البرغوثي، المحكوم بخمسة مؤبّدات وأربعين عامًا إضافيًا لدوره في سلسلة هجمات، من بينها عملية “سوق المأكولات البحرية” في تل أبيب عام 2002، برز في السجن كأحد أبرز قيادات فتح، وذُكر اسمه مرارًا كمرشح محتمل لقيادة السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس. ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة، نُقل بين عدة سجون.
أقاربه قالوا إنهم “مصدومون من التغير الكبير في ملامح وجهه، ومن الإرهاق والجوع الذي يبدو عليه”. أما هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية فوصفت زيارة بن غفير بأنها “تهديد مباشر” لحياته، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الخطوة “تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا فاضحًا للاتفاقيات والمواثيق الدولية”، داعيةً إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي.
بدوره، انتقد نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، تصريحات بن غفير، واعتبرها “ذروة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الممارس ضد الأسرى، وانتهاكًا خطيرًا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والإنسانية”، محذرًا من “تدهور غير مسبوق في سياسة الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين” وداعيًا إلى تحرك فوري لحمايتهم.
ومنذ تسلم بن غفير، مهامه نهاية 2022 وزيرا للأمن القومي تراجعت أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بشكل خطير.
وبات يلاحظ الانخفاض الكبير في أوزان الأسرى بسبب السياسة التي فرضها بن غفير في السجون.
وفي 17 يوليو/تموز الماضي، تفاخر بن غفير، بتجويع الأسرى الفلسطينيين في السجون، وذلك عندما وصل إلى المحكمة العليا لحضور جلسة استماع بشأن التماس جمعية حقوق المواطن (حقوقية)، حول ظروف معيشة واحتجاز الأسرى الفلسطينيين.
وقال ساخرا حينها “بدلا من مناقشة كيفية تعزيز الردع، يتساءلون ما إذا كانت قائمة الطعام متوازنة وصحية وتحتوي على ما يكفي من الفيتامينات”.
ووصف بن غفير، ذلك بأنه “جنون ووهم، فدولة إسرائيل في حالة حرب (الإبادة بغزة)، وبينما يُضحي جنودنا بأرواحهم تنشغل المحكمة العليا بجلسات استماع لمجموعة من المنافقين”، وفق تعبيره.
ومتفاخرا بتجويع الأسرى الفلسطينيين، قال بن غفير: “أنا هنا لأضمن حصول الإرهابيين على الحد الأدنى من الحد الأدنى (من الطعام)”.
ووفق معطيات سابقة نشرها نادي الأسير، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال 10 آلاف و800 أسير حتى مطلع أغسطس/ آب الجاري، بينهم 49 أسيرة و450 طفلا، و2378 معتقلا يصنفون “كمقاتلين غير شرعيين”.
وأوضح النادي أن العدد الإجمالي لا يشمل المعتقلين المحتجزين في معسكرات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ومنهم أسرى من لبنان وسوريا.
وبدعم أمريكي، تستمر إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية بغزة، حيث تمارس القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و722 شهيدا و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.