بشار الجعفري واللجوء في روسيا … تاس وريا نوفوستي تكشفان التفاصيل

في خضم التحولات السياسية التي تشهدها سوريا، أصبح مصير السفير السوري في موسكو، بشار الجعفري، محط أنظار الإعلام. شائعات تحدثت عن طلبه اللجوء في روسيا بعد قرار استدعائه إلى دمشق، وأخيراً، كشفت وكالتا تاس وريا نوفوستي تفاصيل جديدة تضيف بعداً جديداً للقضية.


في 7 أبريل/نيسان 2025، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزير الخارجية أسعد الشيباني قرر نقل بشار الجعفري من منصبه كسفير في موسكو إلى الإدارة المركزية بدمشق، ضمن حركة دبلوماسية شملت أيضاً السفير في السعودية، أيمن سوسان.

في اليوم التالي، 8 أبريل/نيسان 2025، أكدت وكالة ريا نوفوستي هذا القرار، مشيرة إلى بيان من السفارة السورية في موسكو يتمنى التوفيق للجعفري في منصبه الجديد، مؤكداً أن “سوريا بحاجة إلى خبرته الدبلوماسية”. لكن في نفس اليوم، أفادت ريا نوفوستي أيضاً أن قناة تيليغرام الخاصة بالسفارة تعرضت للاختراق، وأن السفارة لم تؤكد رسمياً انتهاء مهمة الجعفري، مما يثير تساؤلات حول دقة البيان الأول.


بتاريخ 9 أبريل/نيسان 2025، أضافت وكالة تاس تأكيداً إضافياً، مشيرة إلى أن الجعفري تلقى إشعاراً رسمياً بالعودة إلى دمشق للعمل في الإدارة المركزية. هذه التغطية من مصادر روسية رسمية تعزز مصداقية قرار الاستدعاء، لكن التضارب حول موقف السفارة يبقي بعض الغموض.


الجعفري، الذي تولى منصب السفير في روسيا منذ أكتوبر 2022 بعد أن كان نائباً لوزير الخارجية، يواجه الآن خياراً حاسماً: العودة إلى سوريا في ظل نظام جديد بعد الإطاحة بالنظام البائد، أو البحث عن بديل.

 

في 10 أبريل/نيسان 2025، نشرت وسائل إعلام عربية، مثل قناة العربية وموقع إرم نيوز، تقارير تزعم أن الجعفري تقدم بطلب لجوء في روسيا مع عائلته، خوفاً من ملاحقة محتملة في دمشق بسبب دوره السابق. هذه التقارير استندت إلى “مصادر خاصة” لم تُكشف هويتها، مما أثار شكوكاً حول دقتها.


لم تتناول وكالات الأنباء الروسية الرسمية، بما في ذلك تاس وريا نوفوستي، أي تأكيد رسمي لطلب اللجوء حتى 11 أبريل/نيسان 2025. هذا الصمت لافت، خاصة أن روسيا أعلنت في ديسمبر 2024، عبر تاس، عن منح اللجوء لبشار أسد “لأسباب إنسانية”. غياب تأكيد رسمي يثير التساؤل: هل الخبر مجرد شائعة، أم أن موسكو تتعامل مع القضية بسرية؟

في الواقع، ليس من الضروري دائماً أن تعلن روسيا عن قرارات اللجوء بشكل علني. في حالات حساسة مثل هذه، قد تفضل موسكو الصمت لتجنب إحراج دبلوماسي أو تعقيد علاقتها مع الحكومة السورية الجديدة. لكن حتى الآن، لا توجد أدلة ملموسة تدعم فكرة طلب الجعفري اللجوء.

تثير قضية بشار الجعفري تساؤلات حول دوافع طلب اللجوء المزعوم. كدبلوماسي بارز، دافع الجعفري عن سياسات نظام الطاغية بشار أسد الفار في أصعب اللحظات، مما قد يجعله هدفاً للملاحقة والمساءلة. إضافة إلى ذلك، علاقته الوثيقة بروسيا، التي دعمت دمشق لسنوات، قد تجعل موسكو ملاذاً آمناً محتملاً.

حتى تاريخ كتابة هذه السطور 11 أبريل/نيسان 2025، لا توجد أدلة قاطعة تؤكد أن بشار الجعفري طلب اللجوء في روسيا. قرار استدعائه إلى دمشق موثق رسمياً من وكالات سانا، تاس، وريا نوفوستي، لكن موقفه من هذا القرار يبقى غامضاً. تقرير تاس يشير إلى احتمال رفض الجعفري العودة ودراسته خيارات مثل اللجوء، لكن هذه المعلومات لم تتأكد بعد. التضارب حول بيان السفارة السورية في موسكو، بسبب اختراق قناتها على تيليغرام، يزيد من الغموض.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية