6 أطفال بينهم رضيع عاشوا لوحدهم 8 أسابيع
في قصة أغرب للخيال استطاع ستة أطفال من بينهم رضيع عمره 9 أشهر النجاة، بعد أن تعرض منزلهم لقصف من قوات النظام السورية في مدينة حلب وظلوا لوحدهم طوال 8 أسابيع.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فقد استطاع الأطفال تحمل أعنف الغارات منذ بدء الثورة السورية عام 2011، وهي الفترة التي أخرجت فيها القوات الحكومية بمساعدة المليشيات الإيرانية والعراقية الشيعية وحزب الله، فضلا عن الدعم الروسي المعارضة السورية من منطقة شرق حلب.
وتروي الصحيفة أن الأطفال عاشوا على قطعة من الخبز، واستخدموا قصاصات ورق من القمامة لتنظيف أخيهم الصغير، في حيت استخدم الأخ الأكبر محمد (12 عاما) العطر لاستخدام الكحول الذي فيه كنوع من التخدير بسبب الألم الذي أصابه.
وتقول الصحيفة إن الأطفال الستة التي تتفاوت أعمارهم من 12 إلى أقل من سنة واحدة أجبروا على الدفاع عن أنفسهم خصوصا بعد اختفاء الأب المقاتل في صفوف المعارضة، واعتقال الأم من قبل النظام.
وتنقل الصحيفة عن محمد الشقيق الأكبر الذي أصبح رب أسرة بعد هذه المأساة: “لست خائفا من العيش هنا، تم تدمير منزلنا ولا أعرف لماذا اعتًقلت والدتي، الآن أنا أعتني بالجميع”.
ويعيش الأطفال الآن داخل دار أيتام سورية، لا يمكن الكشف عن مكانها، وتم إنقاذ الأطفال بواسطة العاملين لدى منظمة “Caritas”، بدعم من المنظمة الخيرية الكاثوليكية للتنمية الدولية، في المملكة المتحدة في 2 فبراير.
وروى رجال الإنقاذ ظروف العثور على الأطفال، حيث كان يعيشون في أوضاع يرثى لها، مجتمعين أسفل البطانيات المتسخة في غرفة صغيرة في الطابق الأول، من منبى نصف مدمر.
وقال العاملون في الجمعية الخيرية إن رائحة البول والبراز ملأت الغرفة وكان الدرج شبه مسدود من قطع الأسمنت التي سقطت من السقف الذي مزقته الغارات، وكان الحي نفسه في حلب خاليا من الكهرباء والتدفئة والمياه والغذاء والعمل.
وكشفت صور الأطفال وهم يحيطون بمباني عليها آثار الرصاص، فضلا عن الشوارع المتربة، وكان الأطفال يبحثون في حطام المباني عن قطع النحاس لتجارتها من أجل الغذاء والمياه النظيفة، من التجار الذين يتطلعون للاستفادة من هذا الوضع البائس.
وقال محمد: “كنا نتناول الطعام مرة واحدة في اليوم في الصباح وعادة تكون خبزًا فقط وأحيانا نحصل على الطعام من الجمعيات الخيرية”، فيما قالت هنادي الفتاة الوحيدة في المجموعة، ” قبل الحرب كنا نذهب أنا ومحمد إلى المدرسة أما الآخرين فلم يذهبوا للمدرسة من قبل، الوضع مخيف ليلا هنا، ذات مرة جاء رجل وسرق طعامنا وحاولنا إغلاق الباب”.