أكد وزير التربية الفرنسي عزم وزارته حظر ارتداء العباءات الإسلامية في المدارس الفرنسية، معتبراً إياها “انتهاكاً لعلمانية الدولة”، ورحبت أحزاب اليمين واليمين المتطرف بالقرار، فيما اعترض بعض الأحزاب اليسارية الأخرى.
أعلن وزير التربية الفرنسي غابريال أتال الأحد أنه “سيحظر ارتداء العباءة في المدارس” مع بداية الموسم الدراسي المقبل.
وعلّق الوزير خلال مقابلة تليفزيونية على الجدل المستمر لأشهُر حول ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية، قائلاً إنه “لم يعُد ممكناً ارتداء العباءة في المدارس”، كاشفاً أنه يسعى “اعتباراً من الأسبوع المقبل إلى لقاء مسؤولي هذه المؤسسات التعليمية لمساعدتهم في تطبيق الحظر الجديد”.
وساهم اليمين واليمين المتطرف بالدفع إلى هذا القرار، فيما اعتبره اليسار اعتداء على الحريات الدينية.
وسبق للوزير أتال أن اعتبر ارتداء العباءة في المدرسة “مظهراً دينياً يرمي إلى اختبار مدى مقاومة الجمهورية على صعيد ما يجب أن تشكّله المدرسة من صرح علماني”.
ولقي القرار ترحيباً في معسكر اليمين، إذ قال رئيس حزب الجمهوريين إريك سيوتي: “طالبنا مراراً بحظر العباءات في مدارسنا”، مضيفاً: “أرحّب بقرار وزير التربية الوطنية الذي يُثبت أننا على حقّ”.
أمّا في معسكر اليسار فقد عبّرت كليمنتين أوتان من حزب “فرنسا الأبيّة” عن سخطها حيال القرار، معتبرةً إعلان أتال “غير دستوريّ ومخالفًا للمبادئ التأسيسية للعلمانية”، وأنه من أعراض “الرفض المهووس للمسلمين” من جانب الحكومة.
ويُنظر إلى الوزير أتال (34 سنة) على أنّه نجم صاعد يمكن أن يؤدّي دوراً مهمّاً بعد تنحّي ماكرون عام 2027، وتلعب هذه القرارات دوراً هاماً في صورة الوزير لدى الجمهور اليميني باعتباره شخصاً حريصاً على “العلمانية الفرنسية”.
ومع تصاعد اليمين المتطرف في الحياة السياسية والعامة، يتعرض المجتمع المسلم في فرنسا في السنوات الأخيرة لحملة تضييق ممنهجة.
وفي عام 2004 فُرض حظر على ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، وفي عام 2010 حُظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ما أثار اعتراض المجتمع الإسلامي في فرنسا الذي تُقدَّر أعداه بين 5 و6 ملايين مسلم.