أصبح لبنان الأحد على توقيتين مختلفين، الشتوي والصيفي، وسط خلاف حاد بين السلطات السياسية والدينية في البلاد. ففيما أقر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تمديد العمل بالتوقيت الشتوي لمدة شهر، أعلنت الكنيسة المارونية أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه “مفاجئ” وأنها ستقدم التوقيت ساعة، وأعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية خططا مماثلة. وقال مكتب ميقاتي بأنه القرار “إداري بحت” وعبر عن أسفه “للمنحى الطائفي الذي اتخذته مسألة تأخير التوقيت”.
التوقيت الصيفي أم الشتوي”؟ الإسلامي أم المسيحي؟ استيقظ اللبنانيون الأحد على توقيتين مختلفين وسط خلاف محتدم بين سلطات البلاد السياسية والدينية حول قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي لمدة شهر.
فقد أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهو مسلم سني، قرارا الخميس بتقديم التوقيت ساعة اعتبارا من 20 أبريل/نيسان بدلا من بدء العمل بالتوقيت الصيفي في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من مارس/آذار كما جرت العادة في لبنان وأوروبا ومناطق أخرى.
"ساعتان" في #مطار_بيروت… الوصول وفق توقيت والمغادرة على توقيت مختلف!#التوقيت_العالمي #التوقيت_الصيفي pic.twitter.com/znK7LiaBC3
— هنا لبنان (@thisislebnews) March 26, 2023
وأعلن ميقاتي القرار بعد اجتماع مع رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري الذي أصر مرارا على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي وفقا لمقطع فيديو للاجتماع نشره موقع (ميغافون) اللبناني على الإنترنت. وقال بري، وفقا للمقطع المصور “بدل ما يكون الساعة 7 يضل الساعة 6 من هلق لآخر رمضان”.
واعتبر البعض أن القرار محاولة لخطب ود المسلمين بإتاحة الفرصة للصائمين في رمضان للإفطار مبكرا وفقا للتوقيت الشتوي عند حوالي الساعة السادسة مساء بدلا من السابعة حال تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي في موعده المعتاد.
وفيما بدا أن المؤسسات والأحزاب الإسلامية ستسمر في العمل وفقا للتوقيت الشتوي، أعلنت الكنيسة المارونية، وهي أكبر كنائس لبنان، أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه “مفاجئ”. وقالت إنه لم تجر أي مشاورات مع الجهات المعنية الأخرى ولم تؤخذ المعايير الدولية في الاعتبار. مشيرة إلى أنها ستقدم التوقيت ساعة مساء السبت وأعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية خططا مماثلة.
كما أعلنت شركات ومؤسسات إعلامية أنها ستبدأ أيضا العمل بالتوقيت الصيفي مساء السبت مع تزايد الدعوات إلى العصيان. ومن بين هذه المؤسسات الإعلامية تلفزيونا (إل.بي.سي.آي) و(إم.تي.في)، وهما من أبرز القنوات الإخبارية في لبنان، وقال تلفزيون إل.بي.سي.آي في بيان إنه لن يمتثل لقرار ميقاتي لأنه يؤثر على أعماله، مضيفا أن “لبنان ليس جزيرة معزولة”.
بدوره، دعا هنري خوري وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال، وهو مسيحي، ميقاتي إلى العدول عن قراره، وقال في بيان إن القرار “مخالف لمبدأ الشرعية”، مضيفا أنه أحدث بلبلة في المجتمع اللبناني وتسبب في انقسامات بين المراجع الدينية في وقت يعاني فيه لبنان من عدة أزمات.
لكن مكتب ميقاتي وصف مساء أمس السبت في بيان القرار بأنه “إداري بحت” وعبر عن أسفه “للمنحى الطائفي الذي اتخذته مسألة تأخير التوقيت”.
من جانبها، قالت شركة الخطوط الجوية اللبنانية (طيران الشرق الأوسط) إن ساعاتها وأجهزتها الأخرى ستبقى على التوقيت الشتوي تماشيا مع قرار ميقاتي، لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية.
أما شركة الاتصالات التي تديرها الدولة، فقد أرسلت رسائل إلى العملاء تنصحهم بضبط الوقت على هواتفهم يدويا الأحد في حالة تقدم الساعة على هواتفهم تلقائيا.