مجلة “فورين بوليسي”: الأسد يتعمّد تجويع آلاف النازحين

التزام الولايات المتحدة نحو سكان مخيم الركبان ليس إنسانيا بحتا

“نظام بشار الأسد يتعمد تجويع آلاف اللاجئين”..
تحت هذا العنوان نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا حول معاناة آلاف اللاجئين السوريين في مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية.

ونقلت المجلة عن مسئولين أمريكيين وتقرير لمنظمة أبحاث سورية قولهم إن:” نظام بشار الأسد يتعمد تجويع آلاف المواطنين المشردين داخليا الذي لجأوا إلى مخيم الركبان في جنوب البلاد”، لافتة إلى أن النظام يأمل من وراء ذلك في أن “يجبرهم على الهروب دون أية ضمانات لسلامتهم”.

وبحسب مجموعة “إيتانا” للأبحاث والتي مقرها العاصمة الأردنية عمان تحت مظلة المتحدثة السابقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة كودماني، فإن نحو 11 ألف مشرد كانوا يقيمون في المخيم حتى 23 يوليو الجاري.

ولفتت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إلى أن “إيتانا” جمعت معلوماتها حول معاناة المقيمين في المخيم من مصادر مدنية وعسكرية متعددة على أرض الواقع بالقرب من المخيم.

وفي الوقت الذي نقلت فيه المجلة عن مسئولين أمريكيين قولهم إنهم يضغطون على نظام بشار ليسمح بتسليم مساعدات الأمم المتحدة للاجئين الذين يعانون من نقص الغذاء والدواء، اتهم الكاتب جوش روجين الولايات المتحدة بعدم تقديم أي مساعدات للاجئين السوريين الجائعين الذين يعيشون في المخيم تحت حمايتها، خوفا من بطش نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الإيرانية التي تدعمه وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الكاتب في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن هؤلاء المدنيين الموجودين على بعد 15 كيلومترا فقط من قاعدة للجيش الأمريكي في جنوب سوريا يعيشون أزمة حقيقية بلا غذاء أو ماء أو دواء تقريبا، ولأسباب معقدة ترفض الحكومة الأمريكية إطعامهم، مع أنها مسؤولة في المقام الأول عن مصيرهم بسبب سيطرتها على المنطقة، وتقف موقف المتفرج وتراقبهم وهم يموتون جوعا.

إذا بدأت الولايات المتحدة تطعم الناس في مخيم الركبان فإن موسكو ستحتج بالتأكيد أن أمريكا تشكل احتلالا دائما وغير مشروع (من وجهة نظر روسيا) لجزء من سوريا، وهذا يمكن أن تكون له تداعيات دبلوماسية وقانونية. ولكن الكاتب أشار أن هذه النقطة تبدو تافهة مقارنة بترك هؤلاء الناس يموتون جوعا.

وأشار إلى أنه كان هناك في الأصل نحو 50 ألف شخص في مخيم الركبان للنازحين داخليا يعيشون هناك منذ أربع سنوات بعد فرارهم من منازلهم في محافظة حمص التي تحول معظمها إلى ركام بسبب قصف نظام الأسد، وقد اختاروا إقامة مخيم لهم بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية تسمى التنف.

وذكر الكاتب أن الوضع داخل المخيم في حالة مزرية، حيث لم يعد بإمكان ساكنيه إيجاد الطعام أو الدواء بصفة يومية، وأن المرض منتشر، والناس هناك بدون وظائف ولا مصدر دخل، وآخر قافلة مساعدات وصلت إليهم كانت في فبراير الماضي، كما أن المخيم محاصر من كل الجهات، وسكانه صامدون حتى الآن لأنه يقع داخل دائرة نصف قطرها 55 كلم من منطقة التنف الأمنية.

ورأى أن سبب عدم تقديم الولايات المتحدة الطعام لسكان مخيم الركبان على الرغم من قدرتها على ذلك بسهولة هو – كما أخبره مؤخرا المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري- “أولا: أننا لو أطعمناهم فسيبدو الأمر وكأننا سنبقى هناك للأبد، وقد تكون هناك خيارات أخرى لهم، على سبيل المثال في الشمال الشرقي أو الشمال الغربي للبلاد”.

وعلق الكاتب على كلام جيفري بأنه محق فيما قاله، وهو أنه إذا بدأت الولايات المتحدة تطعم الناس في مخيم الركبان فإن موسكو ستحتج بالتأكيد أن أمريكا تشكل احتلالا دائما وغير مشروع (من وجهة نظر روسيا) لجزء من سوريا، وهذا يمكن أن تكون له تداعيات دبلوماسية وقانونية. ولكن الكاتب أشار أن هذه النقطة تبدو تافهة مقارنة بترك هؤلاء الناس يموتون جوعا.

ونقل الكاتب عن المبعوث الأمريكي قوله :”ثانيا: لا يمكننا أن نلتزم بوجود طويل الأجل في التنف أو في أي مكان آخر في سوريا”، مشيرا إلى حقيقة أن الرئيس ترامب قد يأمر بإغلاق القاعدة الأمريكية في أي وقت.

وأوضح الكاتب أن التزام الولايات المتحدة نحو سكان مخيم الركبان ليس إنسانيا بحتا، حيث يتم تجنيد القوات الشريكة المحلية التي تقاتل تنظيم الدولة في المنطقة من المخيم، وهؤلاء الجنود يحصلون على الطعام، لكن أسرهم وأصدقاءهم يتضورون جوعا.

وختم الكاتب مقاله بأن أمريكا تستطيع إطعام هؤلاء الناس أو نقلهم إلى مناطق سورية لا يسيطر عليها نظام الأسد، وألا تقف موقف المتفرج فقط، وأنها إذا لم تتصرف الآن فإن إهمالها سيجعل جميع الأمريكيين متواطئين في أي رعب يعانيه هؤلاء السوريون لاحقا.

عن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية