“إن بشاعة ما يحدث في سوريا من مجازر وقتل لآلاف الأشخاص وخاصة الأطفال منهم لا يدل على ذكاء الجنس البشري“. هذا ما قاله العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ في سياق حديثه عن الحرب المأساوية في سوريا وعلاقتها بتطور الجنس البشري.
“لطالما أخذت هذا المثال في خضم نقاشي بموضوع الحياة الذكية في كوننا، وخاصة أن سلوكنا على المدى البعيد لا يبدو وكأنه يتمحور حول إنقاذ أنفسنا كنوع“ يضيف هوكينغ في حديثه حول علاقة التطور المستمر للذكاء البشري في مقابل نزعتهم للعنف، وهو مايبدو للوهلة الأولى معارضاُ تماما لفكرة البقاء والمحافظة على أنفسنا كبشر.
ثم يتابع “كثيراً ما أسأل نفسي كيف هو سيكون شكلنا إذا ما قامت حضارة كونية غريبة بمراقبتنا، عندما نمعن النظر في سماء الكون السوداء فإننا نعود بالزمن للوراء، بسبب الوقت الذي يحتاجه الضوء للوصول إلينا. ما الذي سيحمله الضوء المنطلق من أرضنا للحضارات الغريبة في الفضاء؟ هل سنكون فخورين بما سيرونه في ماضينا. هل سيعجبهم كيف نعامل بعضنا كأخوة وكيف نعامل أطفالنا؟“
“التطور الذي نراه في سوريا متمثلاً بأحدث أنواع الأسلحة الكيماوية والقنابل المستخدمة ضد الأطفال لا يوحي بأن الأطراف السياسية التي تقف وراء استخدامه هي أطراف ذكية, فلا يبدو لي من الذكاء قتل أكثر من 100 ألف انسان أو استهداف الأطفال، فكما جاء بتقارير منظمة – أنقذوا الأطفال – الكثير من الأطفال في الحرب يفقدون أطرافهم لعدم وجود قدرة على معالجتهم أو عدم وجود الأدوية.بينما العالم يتفرج بصمت“ وهو ما يدعو هوكنغ للتساؤل عن الوعي البشري الجمعي وحدود ذكائنا العاطفي في مواجهة عنف كهذا.
ومن المعروف عن ستيفن هوكينغ نظرته المتشائمة تجاه ما يتعلق بمصير البشرية جمعاء، وخاصة إذا ما استمر الحال باستمرار الحروب والمجازر بحق البشر من جهة وتخريب البيئة وتغيير المناخ من جهة أخرى.