رئيس بعثة الصليب الأحمر في لبنان: 80 بالمئة من لاجئي "المنطقة" يريدون العودة إلى سوريا
في تعليق على الكلام الذي ورد في نص البيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية نهار الاثنين 8 كانون الثاني/ يناير بعد الاجتماع بين رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان كريستوف مارتان والرئيس اللبناني ميشال عون، أكد مارتان في اتصال مع موقع مهاجر نيوز، أن نسبة الـ80 بالمئة من اللاجئين الذين يريدون العودة إلى سوريا ليست محصورة بلاجئي لبنان فقط، إنما تمثل اللاجئين في المنطقة ككل. وكذلك الأمر بالنسبة للـ60 ألف لاجئ الذين عادوا إلى سوريا، فقد عادوا من المنطقة بأجمعها وليس فقط من لبنان.
شهد لبنان خلال الأشهر الماضية جدلا واسعا حول مسألة اللاجئين السوريين في البلاد، خصوصا حول موضوع عودتهم، الذي بات مطلبا شبه موحد بين الفرقاء السياسيين. ومع زيارة الرئيس اللبناني الرسمية إلى فرنسا في أيلول/سبتمبر الماضي ولقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال عون إنه يريد أن يبدأ نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في بلاده من الآن فصاعدا “العودة إلى ديارهم طوعا أو غير ذلك”.
وفي إطار موضوع عودة اللاجئين، التقى رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان كريستوف مارتان الاثنين 8 كانون الثاني/ يناير الرئيس اللبناني. وقدم مارتان لعون تصور اللجنة الدولية للصليب الأحمر بخصوص ملف اللاجئين السوريين في لبنان وكيفية عودتهم إلى بلادهم وفق معايير تضمن “عودة آمنة وكريمة” لهم.
وبحسب ما ورد في بيان صدر عن مكتب الإعلام التابع للرئاسة اللبنانية، أعلن مارتان أن “80 بالمائة من النازحين الموجودين في لبنان يرغبون في العودة إلى سوريا متى تحسنت الأوضاع الأمنية فيها”.
وأشار مارتان إلى أن رؤية اللجنة الدولية لكيفية دعم اللاجئين في عودتهم إلى سوريا ستناقش مع كبار المسؤولين اللبنانيين وكذلك الهيئات والأمم الدولية ذات الصلة.
وتابع بيان الرئاسة اللبنانية نقلا عن كلام مارتان “أن الذين عادوا إلى ديارهم من لبنان لم يتجاوز عددهم الــ60 ألف نازح أي بنسبة 1% من تعداد النازحين”.
“حصل خطأ في الترجمة”
إنما في تعليق على الكلام الذي ورد في نص البيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية، أكد رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان في اتصال مع موقع مهاجر نيوز، أن نسبة الـ80 بالمئة التي تحدث عنها ليست محصورة بلبنان فقط، إنما تمثل اللاجئين في المنطقة ككل. وكذلك الأمر بالنسبة للـ60 ألف لاجئ الذين عادوا إلى سوريا، فقد عادوا من المنطقة بأجمعها وليس فقط من لبنان. يوضح المكتب الإعلامي للصليب الأحمر لمهاجر نيوز أنه ربما حصل خطأ في الترجمة.
وأضاف مارتان أن الأرقام التي تم تداولها في اللقاء بينه وبين الرئيس عون، تعود لدراسات وأبحاث قامت بها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وليس الصليب الأحمر الدولي.
وعند السؤال عن موضوع كيفية عودة اللاجئين وإذا ما لعب الصليب الأحمر الدولي دورا في ذلك، أوضح مارتان أن الصليب الأحمر “ليس منظمة تعنى حصرا بشؤون اللاجئين”، ولذلك فهم ليسوا مسؤولين عن العملية التقنية لعودتهم.
وأضاف أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تشارك بأي تنسيق بخصوص عملية العودة، إنما الهدف الرئيسي للجنة هو التشديد على توفر الظروف الآمنة والكريمة في حال قرر اللاجئون العودة”.
ويقول مارتان “من الطبيعي جدا أن يريد السوريون العودة إلى بلادهم، فهم تركوها لسبب معين، ولن يعودوا إلا إذا توفرت الظروف الآمنة، وفرص عمل للحصول على مورد دخل، بالإضافة لإمكانية تأمين الغذاء لأسرهم، والتعليم لأطفالهم. باختصار يجب توفر شروط العودة قبل عودتهم”.
أما في حال عودة اللاجئين إلى سوريا، تساءل موقع مهاجر نيوز عما إذا سيستمر تدفق المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية، فأجاب مارتان قائلا إنه “كلجنة دولية للصليب الأحمر، ليس مخولا بالإجابة عن باقي المنظمات، ولكن في حال عودة النازحين، فيمكن إدراجهم في أنشطة المساعدة الإنسانية التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بناء على احتياجاتهم المحددة وليس حسب وضعهم”.
نظرة شاملة على وضع اللاجئين السوريين في لبنان
ختم مارتان بتقديم نظرة شاملة على وضع اللاجئين السوريين في لبنان قائلا “يستضيف لبنان حاليا ما يقرب مليون لاجئ سوري مسجل، أي ما يعادل نحو سدس مجموع سكان لبنان. وبينما تقوم الحكومة اللبنانية بدورها بمسألة دعم اللاجئين السوريين، فإن الموارد المتوفرة غير كافية لتغطية جميع الاحتياجات. ويعيش جزء كبير من اللاجئين في فقر مدقع. واضطرت أغلبية الأسر لبيع جميع ممتلكاتها، وهم مدينون، ويكافحون من أجل تغطية احتياجاتهم الأساسية بدخل ضئيل (إن وجد أصلا). وفي فصل الشتاء، ما يزيد من تدهور وضع اللاجئين هو اضطرارهم لإنفاق ما يعادل 15٪ من دخلهم على الوقود لتدفئة ملاجئهم وتحسين عزلها. وقد زادت اللجنة الدولية من معوناتها لدعم اللبنانيين والمجتمعات المضيفة، ويشمل ذلك ضمان حصول اللبنانيين والسوريين الأكثر فقرا على الرعاية الصحية، والمساعدات النقدية لفصل الشتاء، والدعم لأنشطة قد تولد مدخولا معينا لهم”.
ويتحمل لبنان أكبر عدد من اللاجئين في المنطقة بالنسبة لمساحته وعدد سكانه، ما يشكل عبئا حقيقيا على الاقتصاد اللبناني الهش والبنية الاجتماعية للبلاد.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي عن تراجع عدد النازحين السوريين في لبنان المسجلين لديها بسبب انتقالهم إلى بلدان أخرى أو عودتهم إلى سوريا أو الوفاة.
وذكرت المفوضية أن العدد الرسمي للنازحين أواخر العام المنصرم بلغ 997,905 نازح مقارنة مع أكثر من مليون في نهاية عام 2016. وأكدت المفوضية أن انخفاض العدد إلى ما دون المليون يحدث للمرة الأولى منذ عام 2014.