Daniel Serwer is a Professor of the Practice of Conflict Management, director of the Conflict Management Program and a Senior Fellow at the Center for Transatlantic Relations, at the Johns Hopkins School of Advanced International Studies
خبير أمريكي: الضربة الأمريكية المتوقعة لسوريا قد تصل إلى حد استهداف بشار الأسد
يتوقع الدكتور دانيال سيروير الباحث بمعهد الشرق الأوسط أن يتراوح الرد الأمريكي على الهجوم السوري على مدينة دوما ما بين ضربة عسكرية قوية للغاية قد تغير من موازين القوى أو ضربة محدودة على غرار ما حدث العام الماضي.
أجرت DW عربية لقاء معه :
ماهي الخيارات العسكرية المتاحة أمام الرئيس الأمريكي؟ وماهي الأهداف المحتملة؟
الضربة العسكرية الأمريكية إما ستكون كبيرة جداً أو محدودة، فقد تستهدف تدمير القوة العسكرية لنظام الأسد بشكل كامل كالطائرات والمطارات ومراكز التحكم والاتصالات ومصانع إنتاج السلاح الكيميائي، بما يضمن عدم استخدام هذا السلاح أو أي سلاح آخر ضد المدنيين. أيضاً من الممكن استهداف القصور الرئاسية التي يتنقل بينها الرئيس السوري بشار الأسد، أما الأهداف الصغيرة فقد تكون على غرار استهداف قاعدة عسكرية أو اثنتين كما حدث في الضربة التي نفذت في العام الماضي، ومثل هذه الضربات لا يكون لها تأثير كبير على الأرض.
أيضاً من الأهداف التي يمكن أن تكون هدفاً لضربة عسكرية قواعد حزب الله والقواعد الإيرانية في الداخل السوري وكذا قواعد وتجمعات الميليشيات الشيعية كما قد يتم استهداف الدفاعات الجوية الروسية
يختلف الأمر بحسب قوة الضربة وطبيعة الأهداف، فقد ينتج مثلاً عن مثل هذه الضربات العسكرية للقصور الرئاسية مقتل الرئيس السوري، وهو هنا سيكون هدفاً عسكرياً مشروعاً باعتباره القائد الأعلى للجيش السوري، لكن لا أعتقد أن للولايات المتحدة القدرة على مواجهة ما سينتج عن مثل هذا العمل، خصوصاً وأنه ليس لدى أمريكا حلفاء يتوقع منهم أن يتولوا مقاليد الأمور فيما بعد في سوريا، ويمكن تفادي كل ذلك بتحذير بشار الأسد مسبقا بأن هناك مقر محدد سيتم استهدافه قبل أن يبدأ القصف، وبالطبع فإن توازن القوى على الأرض في سوريا سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف على الأرض السورية ولكن كل ذلك يتوقف على قوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع.
كيف سيكون ردل الفعل الروسي على ذلك وهل يمكن أن تؤدي الضربة إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا؟
لا يوجد أدنى شك في أن الروس سينتقمون في حالة تعرض جنودهم للقتل وبالتالي فاحتمالات التصعيد قائمة، وبالطبع لا يمكن التكهن بطبيعة الرد الروسي بالتحديد لكنه سيحدث في كل الأحوال، وهنا يجب أن تكون القيادة الأمريكية السياسية والعسكرية قد وضعت كافة الاحتمالات على الطاولة قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية. وفي الحقيقة فنحن في لحظة خطيرة للغاية خصوصاً وأن الرئيس الأمريكي مشتت بسبب أمور أخرى ومع وجود مستشار للأمن القومي مثل جون بولتون مولع بالقتال، مع وجود ضغوط من الكونجرس تدفع في اتجاه تحرك أمريكي رداً على استخدام السلاح الكيميائي تجاه مدنيين.
لا يمكن التنبؤ بشكل كامل حول طبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن في كل الأحوال فإن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية دون وجود استراتيجيات سياسية إنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً، فقد نجحت أمريكا في إنهاء الحرب في كوسوفو لوجود استراتيجية سياسية جنباً إلى جنب مع الاستراتيجية العسكرية، فالقوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تنهي أي حرب.