أعلن الفريق الدولي الذي يحقق في ملابسات تحطم الطائرة الماليزية في أجواء شرق اوكرانيا بصاروخ روسي، الاربعاء أن ثلاثة روس وأوكرانيا سيحاكمون في التاسع من آذار/مارس 2020 في هولندا بتهمة التورط بهذه الحادثة.
وهم الروس سيرغي دوبينسكي وايغور غيركين واوليغ بولاتوف، اضافة الى الاوكراني ليونيد خارتشنكو، وجميعهم ضباط انفصاليون كبار في شرق اوكرانيا.
والابرز بينهم ايغور غيركين الذي كان أحد قادة الانفصاليين الموالين لموسكو مع بدء النزاع في شرق اوكرانيا قبل خمسة أعوام.
لكن المرجح ان تتم محاكمة الاربعة غيابيا لان روسيا واوكرانيا لا تسلمان مواطنيهما الملاحقين في الخارج. غير أن اعلان بدء محاكمة المتهمين في التاسع من آذار/مارس 2020 أمام محكمة سخيبول في ضاحية امستردام يشكل رسالة واضحة لروسيا التي نفت ضلوعها في تحطم الطائرة.
وصدرت مذكرات توقيف دولية بحق المشتبه بهم وادرجوا على اللوائح الوطنية والدولية للاشخاص الملاحقين، وفق ما اوضح قائد الشرطة الهولندية فيلبرت بوليسن الاربعاء.
بوتين
وصرح النائب العام الهولندي فريد فيستربيكي “لن نوجه طلبات تسليم ما دام الدستوران الروسي والاوكراني يمنعان تسليم مواطني (الدولتين). لكننا نطالب روسيا مجددا بالتعاون. لا تزال العديد من اسئلتنا من دون اجوبة”.
وردت روسيا بالتنديد ب”اتهامات مجانية”، وقالت الخارجية الروسية “مجددا، يتم سوق اتهامات مجانية ضد الجانب الروسي بهدف تشويه سمعة الاتحاد الروسي أمام المجتمع الدولي”.
في المقابل، طالبت اوكرانيا موسكو ب”الاقرار بمسؤوليتها” و”البدء بالتعاون مع التحقيق”.
ويتهم الاربعة بأنهم رافقوا نقل نظام الصواريخ المضادة للطائرات من نوع +بي يو كي+ الى شرق أوكرانيا” وهو النظام بحسب المحققين الذي اطلق منه صاروخ اسقط في السابع عشر من تموز/يوليو 2014 طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق منطقة النزاع المسلحة في شرق اوكرانيا الانفصالي.
ولقي الركاب ال 283، الذين كان 196 منهم هولنديا، وأفراد الطاقم ال 15 مصرعهم.
وقال بيت بلوغ، رئيس تجمع عائلات المنكوبين والذي فقد ثلاثة من أقربائه في الحادث “أتوقع تقديم معلومات جديدة مهمة. وهذا يعني أن التحقيق يحرز تقدما”. واضاف في تصريح لتلفزيون إن.أو.أس الهولندي العام، “هذا تمهيد لمحاكمة مقبلة”.
وقالت سيلين فريدريكس التي قتل ابنها وزوجته في الحادث، “ستجري محاكمة أربعة اشخاص بتهمة القتل في 9 آذار/مارس 2020”.
واضافت “يسعدني أن تبدأ المحاكمة أخيرا وأن أسماء المشتبه بهم قد كشفت. إنها بداية. أنا راضية”. وعندما سئلت عن المسؤول عن الحادث بنظرها، أجابت: الرئيس الروسي فلاديمير “بوتين، لأنه جعل ذلك ممكنا. هو المسؤول الرئيسي”.
إلا أن ايغور غيركين أحد المشتبه بهم سارع الاربعاء الى نفي أي تورط للانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا بهذه المأساة.
وقال هذا الروسي الذي كان أحد زعماء الحرب الى جانب الانفصاليين الاوكرانيين خلال وقوع الحادثة “كل ما يمكنني قوله إن المتمردين لم يسقطوا طائرة البوينغ”. كما أكد أنه لا ينوي الادلاء بشهادته في اطار هذا التحقيق.
وكان فريق التحقيق المؤلف من محققين من هولندا واستراليا وبلجيكا وماليزيا واوكرانيا أعلن في ايار/مايو 2018، أنه خلص الى أن اللواء 53 المضاد للطيران في كورسك (غرب روسيا) هو الذي أطلق الصاروخ الذي اسقط الطائرة المنكوبة.
ووجهت هولندا وأستراليا (38 قتيلا استراليا من ضحايا الطائرة)، اتهاما صريحا لروسيا بأنها مسؤولة عن مقتل رعاياهما بعدما كشفه الفريق الدولي للتحقيق المشترك. وللمرة الاولى، تُعزى المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة الى موسكو التي أنكرت بشدة أي تورط، وألقت باللوم على كييف.
ووصفت استراليا ما اعلن الاربعاء بأنه “خطوة مهمة” على طريق إحقاق العدالة.
بدوره، رأى الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ أن “ما حصل يشكل مرحلة مهمة في الجهود المبذولة لكشف الحقيقة”.
وقال الرئيس الاوكراني السابق بترو بوروشنكو الذي وقعت المأساة إبان ولايته إن “الحقيقة مثل الشمس، لا يمكن اخفاؤها”.