ترامب غارقاً : الأسواق ستنهار والجميع سيصبحون فقراء جداً في حال تمّ عزلي
قررت مجلة “تايم” الأمريكية وضع صورة تظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل المكتب البيضاوي المغمور بالمياه على غلاف عددها الجديد في شهر سبتمبر المقبل.
وكانت المجلة قد وضعت صورتين للرسام نفسه على غلاف أعدادها السابقة تظهر الأولى ترامب وهو يواجه إعصارا في المكتب البيضاوي، وتظهر الأخرى الرئيس داخل مكتبه شبه المغمور.
وأوضحت المجلة اليوم أن هذه الصورة بريشة الرسام تيم أو براين المنشورة تحت عنوان “في العمق” ترمز إلى المشاكل الملموسة التي يواجهها سيد البيت الأبيض خلال الشهر الماضي، بما في ذلك اعترافات محاميه السابق مايكل كوهين أمام القضاء بأن ترامب فوضه في عام 2016 بدفع مبالغ مالية من ميزانية حملته الانتخابية إلى امرأتين مقابل التزامهما الصمت حول علاقاتهما الجنسية معه.
The story behind TIME’s ‘In Deep’ Donald Trump cover https://t.co/YGBDDjpbh9 pic.twitter.com/wgrPTgmFpy
— TIME (@TIME) August 23, 2018
لم يتردد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في توجيه تحذير من “انهيار” أسواق المال إن بدأت إجراءات عزله، وفقًا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وهذا ما أكده الرئيس الأميركي للبرنامج التلفزيوني “فوكس آند فريندس” الذي عرض ليل الأربعاء/الخميس على قناة فوكس نيوز، حيث قال: “أقول لكم إنه في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار. أعتقد أنّ الجميع سيصبحون فقراء جدًا”.
وجاء ذلك خلال ردّ دونالد ترامب على سؤال حول متاعبه القانونيّة، بعد أن قال محاميه السابق، مايكل كوهين، تحت القسم أنه تحرك بتعليمات منه بهدف “التأثير على الانتخابات” الأميركية.
وتحدث ترامب بإسهاب عن خلق الوظائف والانتعاش الاقتصادي، الذي قال إنه تحقق خلال رئاسته مشيرا إلى أنه لو فازت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات العام 2016، لكان الأميركيون في حال أسوأ بكثير، ليضيف ترامب: “لا أعرف كيف يمكن عزل شخص قام بعمل رائع”.
ومن الواضح أنّ خيارات الرئيس الأميركي تتلاشى تدريجياً لتجنب احتمال عزله أو حماية عائلته من الملاحقة القضائية، وفق ما يؤكد خبراء في القانون.
وأظهرت الإدانات التي صدرت بحق اثنين من كبار مستشاري ترامب السابقين، يوم الثلاثاء، أن انتقاداته المتكررة فشلت في إعاقة التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملته الانتخابية وروسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية في العام 2016، واحتمال عرقلة القضاء.
وفي الوقت الذي لا يمكن لأحد معرفة مدى تماسك الملف الذي أعده روبرت مولر ضد الرئيس والدائرة المقربة منه، يشير سلوك ترامب إلى أنه يشعر بالكثير من الضغط. كل هذا جعل الخبراء يوضحون أنّ للرئيس الأميركي ثلاثة خيارات استراتيجية رئيسية، لا يعد أي منها جيدا بالنسبة إليه.
التعاون مع المدعي الخاص
لطالما أصرّ الرئيس الأميركي مرات عديدة على أنه لم يرتكب أي جرم، محاولا بذلك تعطيل وتأخير التحقيق متجنبًا على مدى أشهر مقابلة مولر، وهذه استراتيجية سيئة إذا كان فعلًا لا يوجد لدى ترامب ما يخفيه، بحسب أستاذ القانون الدستوري في جامعة هوفسترا إريك فريدمان الذي يؤكد أنّ على ترامب تبني سياسة انفتاح بشكل كامل، الأمر الذي سيدعم حملة البيت الأبيض في وصم تحقيق مولر بأنه حملة مطاردة.
وسيتطلب القيام بذلك تخليه عن دعمه لمستشارين سابقين على غرار مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت، الذي تمت إدانته مؤخرا بالاحتيال والتهرب الضريبي.
لكن بإمكان ترامب تبرير ذلك بالإشارة إلى أنه يحارب الفساد واعتماد “حكم رشيد”، لكنّ روبرت بينيت، وهو محامي دفاع في القضايا الجنائية في واشنطن، وعمل لدى الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، في التسعينيّات، يرى أن الوقت تأخر كثيرًا للقيام بذلك.
روبرت بينيت أكد لوكالة فرانس برس: “لقد قرروا في إدارة ترامب منذ مدة طويلة مهاجمة المدعي الخاص، سيكون من الصعب الآن تغيير مواقفهم”، وأضاف بينيت: “من الذي سيهاجم ترامب الآن؟ إنه في أعلى الهرم”.
وأشار روبرت بينيت، الذي يعمل حاليًا مستشارًا رفيعًا لدى شركة “شيرتلر وأونوتاريو” في واشنطن، إلى أنه من المؤكد أن التعاون مع تحقيق مولر الآن لن يغير اتجاهه إلا إلى الأسوأ. وسيكون إجراء مقابلة مع مولر مسألة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لترامب، المعروف بتبديل رواياته على الدوام. وقد رجّح بينيت أنه لن يكون بإمكان ترامب التعاون بصدق دون تجريم نفسه بشكل إضافي. وسيضع التعاون الرئيس كذلك في موقف صعب إذا تركزت أنظار مولر، كما يعتقد كثيرون، على نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور أو غيره من أفراد العائلة.