بعد اعتداء برلين تساؤلات محرجة توجه لميركل
تشهد ألمانيا جدلا حول عمل السلطات الأمنية بعد الاعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين. خاصة بعد أن تبين أن المشتبه به الرئيسي، كان معروفا لدى الشرطة. وأعاد هذا الحادث مجددا النقاش حول سياسة ميركل الخاصة باللجوء.
إلى جانب الانتقادات حول سياستها السخية في استقبال المهاجرين، أصبح على المستشارة أنغيلا ميركل مواجهة الجدل حول سياسة اللجوء والإجراءات الأمنية المعتمدة في البلاد.
صحيفة "فولكسشتيمه" الضوء على الحرج الذي تواجهه المستشارة ميركل وكتبت تقول:
“في كثير من مواقع القارة يُنظر إلى ميركل كإلهة أوروبا، حكيمة ولا يمكن التخلي عنها…فهل بإمكانها الحفاظ على منصبها، هذا سيتقرر في الخريف المقبل أثناء الانتخابات التشريعية في ألمانيا. وتبدو الظروف لتحقيق ذلك أكثر صعوبة في أعقاب اعتداء برلين …أخطاء ميركل في سياسة اللجوء تجني ثمارا مرة”.
صحيفة "راين تسايتونغ" الصادرة بمدينة كوبلينتس كتبت في هذا الإطار تقول:
“لا يحق التغاضي عن أن الجاني المشتبه به هو طالب لجوء رُفض ملفه وسُمح له فقط بالبقاء. وفي حال نجحت السلطات في ترحيل هذا الرجل ما كان بوسعه تنفيذ هذا الاعتداء. وكان من السهل على إرهابيين، لاسيما في فترة الصيف وفي خريف 2015 دخول ألمانيا”.
وخلصت الصحيفة المحلية "دارمشتيتر ايكو" إلى أن :
أحد المشاكل هو تعدد الصلاحيات والسلطات في دولة فيدرالية. وتساءلت: “لماذا شخص مثل المشتبه به التونسي تمكن من لعب لعبة القط والفأر مع السلطات المكلفة بإبعاده؟”. وأضافت “لأن النظام الفدرالي يمثل خطرا على الأمن، إذا كان لا يعي مشاكله”.
وكتبت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” أن “الأمر استغرق بعض الوقت قبل أن تلتفت الشرطة إلى العامري وتعتبره مشتبها به”.
نشر موقع مجلة "دير شبيغل" تعليقا جاء فيه:
“الأسوأ هو الذي حصل بالنسبة للمستشارة أنغيلا ميركل: جاني مشتبه به دخل ألمانيا في السنة الماضية كلاجئ. وسلطات مجهدة، ودولة قد تكون فشلت. ميركل وسياسة لجوءها لا يمكن أن تكون عرضة لهجوم أعنف من هذا. فحتى أولئك الذين يعتبرون من الناحية المبدئية سياسة لجوءها صائبة، انتقدوا فشل الدولة خلال أحداث ليلة رأس السنة الميلادية في كولونيا. ويبدو أن ذلك وقع مجددا، وهذه المرة فقط بشكل أكثر فظاعة. ومن الآن فصاعدا لن يهم ما إذا كان الإرهاب سيصل إلى ألمانيا دون لاجئين”.
وبعد ثلاثة أيام على الاعتداء بشاحنة في برلين، يبدو أن الشرطة لا تملك أي فكرة عن المكان الذي قد يكون قد اختبأ فيه التونسي أنيس العامري المشتبه به في الحادثة. وقد عرضت مكافأة مالية قدرها مائة ألف يورو لتوقيفه.
صحيفة "لاوزيتسير روندشاو كتبت تعليقا في هذا الاتجاه جاء فيه:
“السلطات الألمانية تقوم بالشيء القليل في مواجهة عناصر خطرين محتملين: فنظرا للحقائق المعروفة عن التحقيقات بشأن الاعتداء الإرهابي بالشاحنة في برلين يتبلور هذا الاستنتاج. ويتم التفتيش حاليا عن تونسي في الـ 24 من العمر تم وصفه سابقا من طرف الشرطة بأنه إرهابي محتمل. المشتبه به ارتكب أعمالا جنائية في ألمانيا، وكان من المفترض ترحيله…ومقبول من الناحية القانونية أن تكون هناك إمكانيات الاعتراض على هذه القرارات. لكن ليس من المفهوم ما الذي يجب أن يحصل حتى تتحرك العدالة والسلطات المعنية”.
وعنونت صحيفة “بيلد” الواسعة الانتشار “فشل إجراءات إبعاد”، بينما تحدثت صحيفة “دي فيلت” المحافظة عن “أخطاء”.
وعبرت مجلة “دير شبيغل” عن دهشتها. وكتبت على موقعها الالكتروني أن “السلطات كانت تراقبه ونجح مع ذلك في الاختفاء”.