الواشنطن بوست: السوريون محاصرون أكثر من أي وقت مضى ..

والعالم يغضّ بصره

قالت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية إن الحملة التي يشنها النظام السوري بدعم من حلفائه ضد أخر مناطق المعارضة في شمال غرب البلاد، تؤكد على التعقيد الجيوسياسي الذي يعوق فرص سوريا في السلام .


وأضافت، أن حملة نظام الأسد ضد إدلب توقفت الأسبوع الماضي، بعد نحو شهرين من الهجوم الذي أطلقته على المحافظة التي تعتبر الملاذ الأخير لمختلف الجماعات المعارضة واللاجئين ، وخلف مئات الضحايا، ولم يربح النظام السوري سوى القليل من الناحية الاستراتيجية.

وتابعت الأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة وأصدرت بيانا شديد اللهجة جاء فيه “لقد مات كثيرون .. وحتى الحروب لديها قوانين”، وحذرت من أن إدلب على شفا كابوس إنساني لا يشبه أي شيء رأيناه خلال هذا القرن”.

وأشارت الصحيفة يبدو أن العملية الدبلوماسية طويلة الأمد التي بادرت بها الأمم المتحدة في جنيف وبدعم من واشنطن لإيجاد حل سياسي للصراع السوري أصبحت الآن تحت وطأة الأزمة، وسوف تستأنف مجموعة منفصلة من المحادثات تضم روسيا وتركيا وإيران في أوائل أغسطس، لكن يبدو أن هذه المحادثات تؤكد على التعقيد الجيوسياسي الذي يعوق فرص سوريا في السلام.

تدعم تركيا عددًا من فصائل التي تريد روسيا إزاحتها في إدلب، وحاولت الدولتان التوسط في هدنة على المقاطعة العام الماضي، لكن وقف إطلاق النار انهار في أبريل، ولا يريد أي من الطرفين رؤية تصعيد شامل، كما أنه غير راضٍ عن الحفاظ على الوضع الراهن، رغم الاختلافات حول سوريا والمستقبل المحتمل لحكم الأسد، فإن تركيا وروسيا تتقاربان على الجبهات الأخرى، ففي الأسبوع الماضي، تلقت تركيا الجزء الأول من نظام الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز S-400 ، وهي عملية استفزت حلفاء تركيا في الناتو، وخاصة الولايات المتحدة.

وهناك تكهنات بأن تركيا قد تستعد أيضاً لشن هجوم جديد على شمال شرق سوريا، وضرب الميليشيات السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي قادت المعركة ضد داعش، هذا سيناريو قد ترحب به روسيا، لأنه قد يدفع الأكراد السوريين أقرب إلى النظام في دمشق، وفي الوقت نفسه يقوض المصالح الأمريكية، وبالنسبة لأنقرة، ينطوي هذا الإجراء على مخاطر كبيرة، بما في ذلك الإضرار بعلاقاتها الممزقة بالفعل مع واشنطن وإثارة الرأي العام في الداخل.

ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط قوله :إن” إيران على وجه التحديد لم تلزم مليشياتها بالمعركة في إدلب، وهو قرار ساعد في توضيح الضعف النسبي للأسد دون حلفائه، ولا يوجد دليل أفضل على أن النظام السوري يفتقر إلى القوة البشرية لاستعادة السيطرة على بقية البلاد من الأحداث الأخيرة في إدلب”.

وقال سام هيلر من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: “إن عجز الجيش السوري حتى الآن عن إحراز تقدم كبير في إدلب لا يعني أنه لا يمكن أن يحقق النصر في نهاية المطاف” ، ولكنه يوضح أن انتصاره العسكري يتوقف على السياسة أكبر من سوريا فقط.

وأضاف ليستر: “نظام الأسد لم يفز بأي شيء.. لقد نجا على حساب دم السوريين وخوفهم ؛ الاستقرار لا يزال بعيد المنال”.

لكن الأسد وحلفاءه الروس يتصرفون كما لو أن هذا الاستقرار قد تحقق بالفعل، وحث النظام اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان المجاورة على العودة إلى ديارهم، لكن عدد العائدين حتى الآن صغير. ويخشى الكثيرون من أن يتم اقتحامهم في سجون النظام أو ابتزازهم من قبل الميليشيات الموالية للنظام، وتتفاقم محنتهم بسبب نفاد صبر الدول المضيفة.

عن صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية