عندما ظهر أيمن أصفري على شاشة “تلفزيون سوريا” يوم 8 أبريل/نيسان 2025، لم يكن مجرد رجل أعمال يتحدث عن الأزمة السورية. كان صوتاً يحمل خبرة دولية وتاريخاً وطنياً، يبحث عن دور في بلاد تتشكل من جديد بعد سنوات من الصراع.
اللقاء، الذي بُث تحت عنوان “لقاء مع رجل الأعمال السوري أيمن أصفري ” عبر يوتيوب، لم يكن مجرد حوار عابر، بل دعوة للتأمل:
هل يملك أصفري ما يلزم ليقود التغيير في المرحلة الانتقالية، أم سيظل صوته صدى من الماضي؟
لفتني هدوؤه المثير للتساؤل وهو يوجه نقدًا دبلوماسيًا للسلطة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع. “رفع العقوبات عن سوريا لن يتحقق دون خروج المقاتلين الأجانب“، قالها بثقة، مضيفاً رؤية لوحدة البلاد وإعادة إعمارها. هذا ليس خطاب ثائر، بل صوت رجل يعرف قواعد اللعبة الدولية، ويدعم الثورة منذ أيامها الأولى في 2011، كما أشار تقرير “اقتصاد” . لم يطمح لمنصب، بل قدم نفسه كمستشار محتمل.
في قراءتي، هذا ليس مجرد تصريح، بل محاولة لملء فراغ في مرحلة تفتقر إلى شخصيات تجمع بين الكفاءة والنفوذ.
ردود الفعل السورية جاءت متناقضة كعادة الشارع الممزق.
أصفري ليس ثائرًا ولا متملقًا، بل صوت يعرف قواعد اللعبة الدولية
الناشط محمد سبسبي @SabsabiM وصفه بـ”كان صريحا مهذبا وصاحب رؤية وطنية واضحة لا تقدم المصالح على المبادئ” . لكن آسيا هشام @AsyaHesham تعتقد أنه سيلعب دورا بإنقاذ سوريا من العقوبات وتواصل مع الدول المعنية ولم يقصر.. من ثم تفاجأ بأنه لا دور له ولا حتى كلمة في الداخل.
الروائي ابراهيم الجبين يرى أن حوار Syria TV تلفزيون سوريا مع رجل الأعمال السوري أيمن أصفري مادة إعلامية مشرّفة وفي وقتها المناسب.
طارق كتيلة @tarekktelehmd قال بأنه عمل مع السيد أيمن لمدة عامين (كجزء من اللوبي السوري الأميركي – منظمة “مواطنون من أجل أميركا آمنة”)، خلال عامي 2018 و2019 وإنه يقدر ما قدمه. وقد كان، بلا شك، من أشجع رجال الأعمال السوريين الذين أنجبتهم سوريا.
هذا الانقسام يعكس واقعنا: بين من يرى الأمل في شخصيات مثل أيمن أصفري ، ومن يشكك في قدرة من عاش خارج سوريا على فهم تعقيداتها.
على الساحة الدولية، تزامن اللقاء مع تقلبات كبرى. تصريحات ترامب عن مفاوضات مع إيران، تجعل من أصفري ، بعلاقاته الأوروبية، لاعباً محتملاً في المعادلة. لكن اختياره “تلفزيون سوريا”، المرتبطة أحياناً بأجندات قطرية، يثير تساؤلاً:
هل هو صوت مستقل أم جزء من لعبة أكبر؟
قوله “مصلحة سوريا فوق كل شيء” يرد على ذلك، لكنه لا يلغي الشكوك.
سوريا اليوم تحتاج نقاشًا لا صمتًا، فهل يقود الأصفري هذا الحوار؟
الأصفري قد يسعى ليكون وسيطاً بين سوريا والعالم، مستفيداً من خبرته الاقتصادية.
لكن هل يمكن الوثوق بشخصية عاشت خارج البلاد طويلاً؟
البعض وصف آراءه بـ”القوية جداً” ، لكن قوتها لن تكفي إذا لم تجد صدى في الداخل. السلطة الانتقالية قد ترى فيه تهديداً أو حليفاً، وهذا ما ستكشفه الأيام.
وقد يكون “رفيق الحريري” سوريا كما توقعت “إيلاف ” في 2015 ، أو يبقى صوتاً مدنياً كما في مبادرته “مدنية” عام 2023 .
لكن في النهاية، دوره يتوقف على السوريين أنفسهم وعلى العالم الذي يراقب.
أعتقد أننا أمام لحظة قد تحدد مصير شخصية مثل أيمن أصفري : هل سيقود أم سيُترك خارج المشهد؟
أين تقفون من هذا الجدل؟
شاركونا رأيكم في التعليقات، فسوريا اليوم تحتاج نقاشاً لا صمتاً.