الضربة الجوية الأمريكية ...الرد السوري عليها ...والموقف الدولي
رد النظام السوري ......
أعلنت قوات النظام السوري الجمعة 7 أبريل/نيسان 2017، سقوط 6 قتلى في الضربة الأميركية التي استهدفت فجراً قاعدة الشعيرات وسط سوريا.
وتلا المتحدث باسم الجيش السوري بياناً، نقله التليفزيون الرسمي، قال فيه: “أقدمت الولايات المتحدة الأميركية عند الساعة 03:42 فجر اليوم على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعدنا الجوية فى المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ”، ما أدى إلى “ارتقاء 6 شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة”.
ولم يحدد المتحدث ما إذا كان القتلى من المدنيين أو العسكريين.
وأكد المتحدث العسكري أن “هذا العدوان الأميركي المدان يؤكد استمرار الاستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري”، معتبراً أنه “يجعل الولايات المتحدة الأميركية شريكاً لـ(داعش) و(النصرة) وغيرهما من التنظيمات الإرهابية”.
وأضاف البيان أن الرد على الضربة الأميركية سيكون بالاستمرار في “سحق الإرهاب واستعادة السلام والأمن في عموم البلاد”.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان الجمعة، إن الضربة الأميركية التي أصابت قاعدة جوية سورية في محافظة حمص محدودة.
وقال ترجمان في مقابلة هاتفية مع التليفزيون الرسمي السوري، إنه يعتقد أن هذه الضربة محدودة في الزمان والمكان، وكانت متوقعة.
وعندما سُئل: هل سيكون هناك رد روسي؟ قال ترجمان إن موسكو تعدّ بيانات لإدانة الهجوم الأميركي، لكنّه لا يتوقع تصعيداً عسكرياً.
الكونغرس يرحّب بردّ ترامب السريع
عبّر أعضاء الكونغرس، الجمهوريون والديمقراطيون، عن دعمهم لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضرب قاعدة جوية سورية، لكن عدداً منهم دعوا الرئيس الأميركي إلى توضيح استراتيجيته.
وقال رئيس مجلس النواب بول راين الجمهوري، إن “هذا التحرك مناسب وصحيح”. وأضاف: “هذه الضربات التكتيكية تظهر لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أنه لم يعد بإمكانه الاعتماد على الشلل الأميركي عندما يرتكب فظائع ضد الشعب السوري”.
ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أن “تدفيع الأسد ثمناً عندما يرتكب مثل هذه الفظائع أمر جيد”. لكنه أضاف أن “إدارة ترامب يجب أن تتبنى استراتيجية وتشاور الكونغرس قبل تطبيقها”.
وتبنى أعضاء آخرون في الكونغرس مواقف مماثلة، معبرين عن ارتياحهم لرد الولايات المتحدة السريع على “هجوم كيماوي” على بلدة خان شيخون أسفر عن سقوط 86 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى الثلاثاء.
وقال السيناتور جون ماكين الذي يؤيد منذ سنوات تدخلاً أميركياً قوياً، إنه يرحب بهذه “المرحلة الأولى التي تتمتع بالصدقية”، لكنه دعا إلى تبني استراتيجية جديدة لإنهاء النزاع السوري.
وصرح المرشح السابق للرئاسة بأن “الإجراء الأول في استراتيجية من هذا النوع، سيكون إخراج السلاح الجوي للأسد بالكامل من المعركة”.
ودعا زميله ماركو روبيو أيضا إلى تبني استراتيجية تمنع “روسيا من دعم النظام السوري بحرية”.
لكن عدداً كبيراً من البرلمانيين تساءلوا عن قضية الموافقة على اللجوء إلى القوة، كما حدث عندما وجه الرئيس السابق باراك أوباما ضربات في سوريا والعراق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2014، قبل الحصول على موافقة الكونغرس. وبررت إدارة أوباما الضربات حينذاك على أساس قرار اعتُمد بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وعبر السيناتور الديمقراطي كريس كونز عن “قلقه” من تحرك الولايات المتحدة ضد النظام السوري من دون استراتيجية حقيقية، معتبراً “التحركات التي قررها الرئيس تثير تساؤلات أكثر مما تقدم أجوبة”.
وبدأ تحالف من البرلمانيين الديمقراطيين المعادين للحرب والجمهوريين الانعزاليين يتشكل كما حدث خلال المناقشات التي جرت في سبتمبر 2013 عندما كان أوباما ينوي توجيه ضربة لسوريا، وتراجع بسبب موافقة النظام السوري آنذاك على تفكيك ترسانته الكيماوية.
وقال السيناتور راند بول: “ندين الفظائع في سوريا، لكن الولايات المتحدة لم تتعرض لهجوم”. وأضاف أن “الرئيس يجب أن يحصل على موافقة الكونغرس على أي عمل عسكري، بحسب ما ينص عليه الدستور”.
وقال الديمقراطي تيد ليو متحدياً: “الكونغرس سمح للرئيس باللجوء إلى القوة ضد الإرهابيين. لم نسمح باستخدام القوة لفرض تطبيق الاتفاقيات المتعلقة بالأسلحة الكيماوية”.
ترحيب عربي ودولي
أعلنت السعودية، الجمعة 7 أبريل/نيسان 2017، تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، لتكون أول دولة تدعم هذه الخطوة، وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية.
من جهتها، أكدّت الحكومة البريطانية دعمها التام للضربة الجوية الأميركية في سوريا، مشيرة إلى أنها الرد المناسب على الهجوم الكيماوي الوحشي في إدلب.
كما اعتبرت أن هذه الخطوة من شأنها أن تردع المزيد من الهجمات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقاً بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية. وأضاف في تصريحات صحفية من نواكشوط (عاصمة موريتانيا)، حيث يقوم بزيارة “أبلغني (وزير الخارجية الأميركي)، ريكس تيلرسون، خلال الليل”.
وتابع: “استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مروع، ويجب أن تتم المعاقبة عليه؛ لأنه جريمة حرب، روسيا وإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الأسد”.
أستراليا بدورها، أيّدت أيضاً الضربة العسكرية الأميركية، حيث أكد رئيس الوزراء مالكولم تورنبول أنها “استجابة محددة الهدف ومناسبة للرد على جريمة الحرب المروعة التي ارتكبها النظام السوري”.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، دعم بلاده “الكامل” للضربة الأميركية في سوريا، معتبراً إياها “رسالة قوية” يجب أن تسمعها إيران وكوريا الشمالية أيضاً.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه، إن “إسرائيل تدعم بشكل كامل قرار الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب، وتأمل أن تكون هذه الرسالة القوية في مواجهة تصرفات بشار الأسد المشينة مسموعة، ليس فقط في سوريا؛ بل أيضاً في طهران وبيونغ يانغ وغيرهما”.
وقال متحدث باسم الحكومة البولندية، إن الحكومة تدعم ضربة صاروخية أمريكية على قاعدة جوية سورية.
وأضاف المتحدث رافال بوتشينيك للتلفزيون الرسمي (تي.في.بي انفو) “الولايات المتحدة هي قطعا ضامن للسلام والنظام في العالم. وهناك مواقف يتعين أن ترد فيها.. مواقف يتعين عليك أن تتخذ تحركا فعليا فيها.”
وتابع “شهدنا انتهاكات النظام السوري خلال الأعوام الأخيرة.. لم يتحرك أحد إزاء ذلك.”
كما أكد رئيس وزراء اليابان، أن بلاده تساند التحرك الأمريكي للحيلولة دون انتشار الأسلحة الكيماوية.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تدعم الهجوم الصاروخي الأمريكي الذي استهدف قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري بمحافظة حمص، صباح اليوم الجمعة، معتبرا أياه بـ “الخطوة المناسبة”.
واعتبر جاويش أوغلو أن الرد الأمريكي جاء متأخرا، وقال: “كان يجب الرد من قبل على جرائم نظام الأسد التي ارتكبها بحق شعبه على مدار السنوات الماضية، ومحاسبة مرتكبيها”.
وتابع: “التأخر في ردع هذا النظام دفعه إلى استهداف المدنيين، ليس فقط بالأسلحة الكميائية بل راح يستخدم البراميل المتفجرة في قصفه، ما أسفر عن مقتل نحو مليون إنسان”.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن هناك حاجة ملحة في الوقت الحالي إلى تشكيل مناطق آمنة في سوريا أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن ضرورة العمل على توسيع نطاق هذه المناطق.
ودعا جاويش أوغلو الدول الداعمة للنظام السوري إلى العمل على حماية وحدة وسيادة سوريا وإبرام وقف لإطلاق النار، والتركيز على الحل السياسي للأزمة، وتجنب الوقوف وراء شخص بعينه.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة إن هجوما شنته الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية مفهوم في ضوء معاناة الشعب السوري.
وقالت ميركل “هجوم الولايات المتحدة مفهوم نظرا لأبعاد جرائم الحرب ومعاناة الأبرياء والجمود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.”
ووصفت ميركل الضربات الصاروخية على قاعدة الشعيرات، التي قالت واشنطن إن الهجوم بأسلحة كيماوية انطلق منها، بأنه “محدود وموجه”
تنديد روسي إيراني
في المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله، إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن ضربات أميركية بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية شكلت انتهاكاً للقانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
ونُسب إلى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، القول إن الرئيس الروسي -وهو حليف وثيق للرئيس بشار الأسد- يعتبر التحرك الأميركي “عدواناً على دولة ذات سيادة”، “بذريعة مختلَقة”، ومحاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق.
ونُقل عن بيسكوف القول إن روسيا لا تعتقد أن سوريا تملك أسلحة كيماوية وإن التحرك الأميركي سيشكل حتماً عقبةً حقيقيةً أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، وهي فكرة روج لها بوتين مراراً.
كما أدانت إيران بشدة، الضربة الأميركية على قاعدة جوية سورية.
ونسبت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن إيران نددت بضربات صاروخية أميركية على قاعدة جوية سورية، ووصفتها بأنها “مدمرة وخطيرة”.
ونقلت الوكالة عن بهرام قاسمي القول إن “إيران تدين استخدام الأسلحة الكيماوية… لكنها في الوقت ذاته تعتقد أن استغلال (الأسلحة الكيماوية) ذريعة لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب أمر خطير ومدمر وانتهاك للقوانين الدولية”.
وتابع قوله: “تدين إيران بقوة، أي ضربات أحادية الجانب… مثل هذه الإجراءات ستقوي شوكة الإرهابيين في سوريا… وستؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة”.
وقصفت الولايات المتحدة، صباح الجمعة 7 أبريل، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص (وسط سوريا)، مستهدفةً طائرات لقوات نظام بشار الأسد ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أميركي على قصف نظام الأسد مدينة خان شيخون في ريف إدلب بالأسلحة الكيماوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس: “بتوجيه من الرئيس (دونالد ترامب)، نفذت القوات الأميركية هجوماً بصواريخ كروز (نوع توماهوك) في سوريا”.