Фото Emin Sansar/Anadolu Agency/Getty Images
صحيفة روسية : إن إضعاف الكرد السوريين مفيد لموسكو
“إضعاف الأكراد السوريين في مصلحة موسكو”، عنوان مقال كيريل سيمونوف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، عن الأسباب التي تجعل الجميع يضحون بعفرين.
يقول سيمونوف، وهو مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية والخبير في مجلس الشؤون الخارجية الروسي، في مقاله:
في اليوم الثاني، 22 يناير، من عملية القوات المسلحة التركية وحلفائها السوريين ضد جيب عفرين الكردي في سوريا، الذي تسيطر عليه ما يسمى ” قوات سوريا الديمقراطية ” ، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ببيان سوغ في جوهره أعمال أنقرة في شمال سوريا.
هذا الموقف القاسي من روسيا تجاه لأكراد السوريين فاجأ كثيرين. فقد جاء في أوج نضال موسكو كسب “عقول وقلوب” الأكراد السوريين، بالعمل مع شركائها… لإقناع الأكراد السوريين بضرورة إقامة حوار مع دمشق مقابل ضغط روسيا على نظام الأسد من أجل إقامة حكم ذاتي كردي واسع في إطار الجمهورية العربية السورية.
ويقول كاتب المقال: لكن الأكراد السوريين فضلوا البقاء تحت رعاية واشنطن ومواصلة السير نحو إقامة “سوريا بديلة” في المناطق الشمالية من الجمهورية العربية السورية، بالتعاون مع هياكل عربية وتركمانية وآشورية محلية، يقودها ما يسمى “المجلس الديمقراطي السوري”، وهو الهيئة التشريعية لاتحاد سوريا الشمالية وجناحها العسكري ما يسمى ” قوات سوريا الديمقراطية ” .
وأضاف: هذا النهج لا يمكن إلا أن يقلق كلا من دمشق وموسكو، وخصوصا عندما يتم وضع خطط أخرى لـ “نشر” الميليشيات الكردية ضد دمشق وضد الوجود الإيراني في سوريا، مع الحفاظ على القواعد العسكرية الأمريكية…الأمر الذي عبّر عنه بوضوح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون. ويمكن لمشروع شمال سوريا، بتوجهه العام، أن يجتذب جهات راعية أخرى إلى جانب الولايات المتحدة.
ويمكن، في نهاية المطاف، توسيع مشروع “اتحاد شمال سوريا” إلى بعض المناطق التي تعمل فيها المعارضة السورية. وأولا، تلك الفصائل “المرتبطة” بمركز التنسيق الذي يعمل في عمان.
وانطلاقا من هذه الحالة، يمكن القول إن إضعاف “دولة شمال سوريا” من خلال تنسيق أنقرة عملية عفرين مع موسكو، يلبي المصالح الروسية. وفي الوقت نفسه، يجب أن نفهم أن فقدان عفرين لن يؤدي إلى ضعف كبير في ما يسمى ” قوات سوريا الديمقراطية ” ، ومن غير المرجح أن يعيق البرامج الأمريكية بإنشاء مؤسسات بديلة لدمشق، في شمال سوريا. فعلى ما يبدو، تنطلق واشنطن من حتمية تسليم عفرين، التي لا مكان لها في البرامج الأمريكية…لإثبات استعداد واشنطن لمراعاة مصالح أنقرة في المنطقة.