أثار العرض التجريبي الأول للفيلم السينمائي “دم النخل” يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، الذي حضره رأس النظام السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، موجة غضب كبيرة لا تزال مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لدى عدد كبير من أبناء محافظة السويداء الواقعة جنوبي البلاد.
ويحاول الفيلم الذي يؤدي ممثلوه أدوار جنودٍ في جيش النظام، توصيف شبّان محافظة السويداء التي تقطنها أغلبية من طائفة الموحدين الدروز بـ”الجُبناء”، وذلك من خلال شخصية جندي يتحدث بلهجة المحافظة التي يمتنع عشرات الآلاف من شبّانها منذ سنوات عن الالتحاق بصفوف جيش النظام، في حين كان دور البطولة الرئيسي من نصيب جندي آخر، لكنه يتحدث بلهجة “الساحل” الذي ينحدر منه رأس النظام.
والفيلم هو من تأليف الكاتبة ديانا كمال الدين التي تنحدر من مدينة السويداء، ومن إخراج نجدة إسماعيل أنزور المقرب من نظام الأسد.
ويظهر الفيلم شبّان مدينة السويداء بمظهر “الجبناء” الذين لا يدافعون عن بلدهم، بينما يدافع عنهم جنود من طائفة رأس النظام (العلويين).
وقد اقتبست فكرة العمل السينمائي الذي يمتد لساعتين، من هجمات تنظيم “داعش” على آثار مدينة تدمر الواقعة وسط سوريا، وصُوِر خلال 25 يوماً في ريف دمشق ومدينة تدمر.
كما أنه يروي حكاية عالم الآثار السوري خالد أسعد الذي أعدمه التنظيم المتطرف منتصف آب/اغسطس من العام 2015.
ورفض عدد كبير من أبناء مدينة السويداء سيناريو الفيلم الذي “يمنح البطولة لطائفة سورية دون غيرها”، مستشهدين بتصدي شبّان المدينة لهجمات تنظيم “داعش” عليها في تموز/يوليو من العام الماضي، حيث قُتل العشرات منهم آنذاك دفاعاً عن السويداء، في وقتٍ تراجعت فيه قوات الأسد من ثكناتها العسكرية هناك.
وأرغمت الانتقادات الحادة كاتبة الفيلم على الاعتذار من أهالي السويداء. ورغم إشادتها بـ”بطولاتهم”، فإنها انتقدت “أقلية تحاول استغلال العرض التجريبي واغتيال الفيلم قبل عرضه”، على حد تعبيرها.
إلى ذلك، أرغمت الانتقادات “المؤسسة العامة للسينما” في سوريا على تأجيل عرض الفيلم الذي كان مقرراً اليوم 15 أيلول/سبتمبر الجاري.
وأعلنت المؤسسة في بيان صادر عنها أنه “سيتم الوقوف على الآراء والنقد الإيجابي والسلبي للفيلم والأخذ بها، ليخرج بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية”.
وكان مخرج الفيلم، نجدة أنزور، قد تعمّد عرضه لأول مرة يوم الحادي عشر من سبتمبر الجاري والذي يصادف يوم ولادة رأس النظام السوري. وقال المخرج على صفحة الفيلم في فيسبوك: “لقد حرصنا أن يكون افتتاح الفيلم السينمائي دم النخل في الحادي عشر من أيلول، علنا نقدم هدية لسيد الوطن في عيد ميلاده.. هدية تليق بصبره وصموده الذي يضاهي صمود أعمدة تدمر عبر الزمن”.