احتجاجات إيران... الأمن يلجأ للقوة و«الحرس» يقر بوجود مشكلات وترامب يندد
تواصلت المظاهرات في العديد من المدن الإيرانية ومن بينها العاصمة طهران اليوم (السبت) لليوم الثالث، احتجاجا على غلاء المعيشة وسلوك النظام الإقليمي، ما دفع الحكومة إلى اعتبار الاحتجاجات «مخالفة للقانون» ومطالبة المواطنين بعدم المشاركة فيها.
ودخل «الحرس الثوري» الإيراني على خط الاحتجاجات لأول مرة، وصرح المتحدث رمضان شريف قائلاً «لا ننكر وجود نواقص ومشكلات في البلد»، إلا أنه دعا الإيرانيين إلى «اليقظة» مضيفا أن «تبعية الولاية ستتفوق على المشكلات الاقتصادية بما فيها غلاء الاسعار والتضخم».
وأظهرت مشاهد مصورة فيما بعد شرطة مكافحة الشغب تضرب محتجين بالهراوات وتعتقلهم. وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن مجموعة من أنصار الحكومة تجمعوا أيضاً خارج الجامعة في الوقت الذي حاولت فيه الشرطة تفريق المحتجين. وأضافت الوكالة أن السلطات أغلقت محطتين قريبتين للمترو “حتى انتهاء القلاقل”.
وذكرت وكالة رويترز أن لقطات مصورة بُثت على الإنترنت السبت أظهرت شابين إيرانيين ممددين على الأرض بلا حراك والدماء تغطيهما وسُمع تعليق صوتي يقول إن الشرطة قتلتهما بالرصاص. وقال التعليق إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في مدينة دورود بغرب إيران وقتلت اثنين على الأقل. وكان محتجان آخران في نفس الشريط يهتفون “سأقتل أيا من قتل أخي”.
كما أظهر شريط مصور آخر قوات الأمن على ما يبدو وهي تعتقل متظاهرين في منطقة أخرى من طهران في الوقت الذي أخذ فيه المحتجين يهتفون “اتركوه اتركوه”. وفي شريط آخر لم يتسن التأكد من صحته هتف محتجون في مدينة دورود بغرب إيران “الموت للدكتاتور”.
وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن عشرات المحتجين تجمعوا في مدينة شهر كرد بغرب إيران. وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل والاجتماعي محتجاً على ما يبدو يقوم زملاؤه بمساعدته بعد استنشاقه غازاً مسيلاً للدموع. وفي مشهد، اعتقل نحو خمسين متظاهراً لكن التلفزيون أكد لاحقاً أنه تم الإفراج عن معظمهم. وتدخلت الشرطة في بعض المدن ولجأت خصوصاً إلى خراطيم المياه. ولكن في شكل عام سعى ضباط في الشرطة إلى تهدئة الجموع.
وللمرة الأولى السبت، تطرق التلفزيون الرسمي إلى الاحتجاجات الاجتماعية عارضاً مشاهد منها ومعتبراً أن من الضروري الاستماع إلى “المطالب المشروعة” للسكان. لكنه ندد في الوقت نفسه بوسائل الإعلام والمجموعات “المعادية للثورة” المتمركزة في الخارج والتي تحاول استغلال هذه التجمعات.
ترامب: الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد
وبدوره، علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً السبت على التظاهرات في إيران منبها إلى أن سكان هذا البلد يريدون التغيير ومؤكداً أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”. ونشر ترامب على تويتر مقطعا من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر هاجم فيه النظام الإيراني وجاء فيه أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يختار فيه الشعب الإيراني”.