العفو الدولية ومنظمات حقوقية إسرائيلية: اسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزّة

أكدت منظمة العفو الدولية اليوم، من خلال أمينتها العامة أنييس كالامار، دعمها لنتائج تقريرين بارزين صادرين عن منظمتي حقوق الإنسان الإسرائيليتين الرائدتين، بتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل. وقد خلص التقريران إلى أن إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل.


في بيان صحفي، صرحت كالامار: “يمثل نشر هذين التقريرين لحظة محورية، حيث أصبحت ‘بتسيلم’ و’أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل’ أول منظمتين إسرائيليتين تعلنان بوضوح، استناداً إلى توثيق وبحث دقيقين، أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. هذه خطوة بالغة الأهمية ضمن الجهود المتواصلة التي يبذلها مجتمع حقوق الإنسان لمحاسبة السلطات الإسرائيلية على جرائمها ضد الفلسطينيين.”

أشادت كالامار بشجاعة المنظمتين الإسرائيليتين، مشيرة إلى أن “نشر هذه التقارير، في ظل الجهود المستمرة من الحكومة الإسرائيلية لقمع عمل المنظمات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية، يتطلب شجاعة وتفانياً لا يلين في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة.”

ودعت كالامار المجتمع الدولي إلى “أخذ نتائج هذه التقارير على محمل الجد وأن يترجمها إلى أفعال فورية لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وإنهاء احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وتفكيك نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) المفروض على جميع الفلسطينيين الذين تسيطر إسرائيل على حقوقهم.”


تقارير تكشف تدميراً ممنهجاً

تقرير “بتسيلم”: “إبادتنا الجماعية”

يرصد تقرير “بتسيلم” المعنون إبادتنا الجماعية، الذي نُشر في يوليو 2025، تغيراً جذرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023. يوثق التقرير الهجوم العسكري المكثف والمستمر في قطاع غزة لأكثر من 21 شهراً، والذي شمل القتل الجماعي، خلق ظروف معيشية كارثية، إلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة بجميع السكان، تدمير هائل للبنى التحتية والمقومات الحياتية، وتفكيك النسيج الاجتماعي والثقافي الفلسطيني.

كما يسلط التقرير الضوء على الاعتقالات الجماعية والتعذيب الممنهج في السجون الإسرائيلية، التهجير القسري الجماعي الذي يرقى إلى التطهير العرقي، والهجوم المتعمد على الهوية الفلسطينية من خلال تدمير مخيمات اللاجئين ومحاولة إضعاف وكالة الأونروا.

يؤكد “بتسيلم” أن هذا السلوك، مقترناً بتصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، يقود إلى “استنتاج قطعي بأن إسرائيل تعمل بشكل منسق وانطلاقاً من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة. أيْ أنّ إسرائيل تنفذ إبادة جماعيّة ضدّ الفلسطينيّين سكّان قطاع غزّة“.

يشدد التقرير على أن الإبادة الجماعية، التي تُعرف بأنها أفعال تُرتكب عمداً بهدف إبادة جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، لا يمكن تبريرها أخلاقياً أو قانونياً تحت أي ظرف، بما في ذلك الدفاع عن النفس. ويربط التقرير الهجوم الحالي بسياق تاريخي لأكثر من سبعين عاماً من نظام حكم قمعي عنيف وتمييزي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين، والذي أرسى أسس نظام الأبارتهايد والاحتلال لتفكيك الشعب الفلسطيني.

يحذر “بتسيلم” من أن العنف والتدمير يتصاعدان في الضفة الغربية وداخل إسرائيل أيضاً، مع وجود “خطر واضح وفوريّ بأنّ الإبادة الجماعيّة لن تقتصر على قطاع غزّة”. ويختتم التقرير بالدعوة إلى تحرك عاجل من الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الدولي لوقف “الإبادة الجماعيّة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين” واستخدام جميع الوسائل الممكنة بموجب القانون الدولي.

تقرير “أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل”:

يوثق هذا التقرير “التدمير المتعمد والمنهجي للنظام الصحي في غزة”. ويبرز التقرير المروع أن “الضرر والتدمير الذي يلحق بالنظام الصحي في غزة ليس مجرد نتيجة ثانوية للحرب، بل جزء من سياسة متعمدة وحسابية لتدمير حياة الفلسطينيين في غزة، وهو ما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.”


مؤتمر الأمم المتحدة حول فلسطين: فرصة للعمل

تزامن نشر هذين التقريرين مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول فلسطين في نيويورك. وأكدت كالامار أن “النتائج الواضحة لهذين التقريرين تضيف إلى الدعوة الحتمية للدول المشاركة للاعتراف بأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة على حقيقتها: إبادة جماعية.”

واختتمت كالامار بيانها بتحذير قاطع: “لقد عانى الفلسطينيون بالفعل من أضرار لا يمكن تداركها؛ ستتطلب الأهوال التي أُلحقت بهم أجيالاً للتعافي منها. يجب على الدول ألا تفوت فرصة أخرى لتغيير المسار، واستعادة بعض الثقة في القانون الدولي، وتمكين الفلسطينيين من بدء عملية التعافي.”


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية