حذّر البروفيسور الإسرائيلي إيال زيسر في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية،من مغامرة عسكرية تخوضها إسرائيل في سوريا عقب سقوط نظام بشار الفار ، مؤكدًا أن هذه السياسة المتهورة ستُفضي إلى عواقب وخيمة. ويعتبر زيسر أن إسرائيل تُقامر بأمنها في خطوة تفتقر إلى رؤية استراتيجية، مما يدفع سوريا نحو تركيا ويُعرّض الرافضين لأحمد الشرع لسيطرة أردوغان.
تهديدات متزايدة
ويرى زيسر أنه بينما تستغل حماس هدنة غزة لتعزيز قوتها، ويترك وجود إسرائيل الرمزي على حدود لبنان لحزب الله فرصة استعادة قدراته بعد اتفاق وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أشهر، تتشتت جهود إسرائيل في سوريا بدلاً من مواجهة هذه التهديدات المباشرة.
انهيار بشار أسد في ديسمبر/كانون الأول 2025 فتح الباب أمام الشرع ، المعروف سابقًا بأبو محمد الجولاني، الذي يُرسل رسائل طمأنة لإسرائيل، معلنًا أن سوريا المُنهكة تريد السلام وتعتبر إيران وحزب الله العدو الحقيقي. لكن الثقة به مشروطة؛ أفعاله، لا أقواله، هي المعيار، وعلينا منع أي تهديد جديد شمال الحدود دون استعداء سوريا الجديدة طالما بقيت محايدة.
خطوات كارثية
ويتابع : في ثلاثة أشهر، ارتكبت إسرائيل أخطاءً كارثية: احتلت أراضي سورية دون ضرورة، طرحت فكرة منطقة منزوعة السلاح غير عملية، وعرضت مساعدة الدروز الذين رفضوها، متمسكين بهويتهم السورية وحذرين من تبعات الارتباط بسياساتنا المتقلبة. هذا السلوك حول صورة إسرائيل من قوة موثوقة بفضل ضرباتها لميليشيا حزب الله إلى طرف توسعي في نظر سوريا وحلفائها الخليجيين، مما يقرّب دمشق من أنقرة ويُفقدنا مواقعنا الإقليمية.
إعادة ترتيب الأولويات
يؤكد زيسر أن أمن إسرائيل يُصان من أراضيها، وليس عبر حملات خارجية. ويقول لو تحركنا بحسم في 7 أكتوبر، لما وقعت الكارثة. الحماية تكمن في تحييد قدرات العدو، لا في استعراضات دعائية تُضاعف المخاطر. علينا إعادة ترتيب أولوياتنا والقضاء على تهديدات حماس وحزب الله قبل أن نجني ثمار هذا التهور في سوريا، حيث تلوح الخسائر في الأفق.