فيلم “تاتامي”، أول إنتاج مشترك بين مخرجين إيرانيين وإسرائيليين، كان لا بد من تصويره سرًا لمنع تدخل النظام الإيراني .
تم تصوير الفيلم في جورجيا، وهي دولة مفتوحة للإيرانيين.
يروي هذا الفيلم، الذي عُرض في فئة “آفاق” الموازية، قصة كفاح لاعبة جودو إيرانية تُدعى ليلى ومدّربتها مريم اللتَين ترفضان خلال بطولة العالم في جورجيا الامتثال لطلب حكومتهما الانسحاب من البطولة ، تُجبر على تزوير إصابة لتجنب مباراة محتملة مع منافس إسرائيلي.
أقامت أمير إبراهيمي وناتيف في فندقين منفصلين، وتحدثا علنًا باللغة الإنجليزية وحرصا على عدم السماح لأي شخص بمعرفة أنهما كانا يصنعان مثل هذا الفيلم المشحون سياسيًا.
وقالت أمير إبراهيمي، التي تلعب دور مدرب الجودو المذعور بشكل متزايد، لرويترز “كنت أعرف أن هناك العديد من الإيرانيين هناك، لذلك كنا نحاول أن نبقي الأمر هادئا وسريا” .
وفازت زار أمير بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في العام 2022 عن دورها كصحافية مشاكسة في فيلم التشويق “عنكبوت مقدّس” حول قاتل متسلسل لعاملات الجنس في مدينة مشهد الإيرانية.
وأوضحت أنه كان عليها أن تفكر جديًا في المشروع، وتفكر في العواقب المحتملة التي لا تعد ولا تحصى قبل قبول عرض ناتيف لإنتاج الفيلم.
“ما تعلمته عن النظام الإيراني هو أنه طالما كنت خائفة من الاعتقال ، فيمكنهم قتلك، ويمكنهم إثارة المشاكل من حولك. ولكن طالما أنك لست خائفًا… فسيكون الأمر كذلك”.
في شرحه لقرار تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، باستخدام تنسيق 4:3، قال غاي ناتيف: “تعيش هؤلاء النساء في عالم أبيض وأسود. لا توجد ألوان. الصندوق هو العالم الخانق الذي يعيشون فيه. وهذا هو الشيء الوحيد الذي يريدون كسره. إنهن يريدون حريتهن”.
اتفق غاي ناتيف وأمير إبراهيمي على أن الأطفال الذين ينشأون في كل من إيران وإسرائيل يُجبرون على الخوف من البلد الآخر باعتبارهم أعداء لدودين، باعتبارهم تهديدات وجودية.
وُزّع فيلم “تاتامي”، الذي سيُعرض في العام 2024، في دول أوروبية عدة.
وأشار المخرج غاي ناتيف إلى أن الفيلم أثار ردودًا كثيرة في إسرائيل لأن “الناس ترى هذا التعاون فعلًا ثوريًا”.
وتابع “آمل أن يمهد ذلك الطريق لتعاون آخر بين الإسرائيليين والإيرانيين في مجالات أخرى مثل الموسيقى”.
وفي حديثه في البندقية، كشف غاي ناتيف أنه ساعد أمير إبراهيمي في القيام بزيارة سرية إلى إسرائيل.
ماهر حمصي