أغلق آلاف الإسرائيليين، الأحد، شوارع رئيسية في مدينة تل أبيب، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” التي قالت إن آلاف المتظاهرين تظاهروا احتجاجا على إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، فيما أعلن الجيش رفع حالة التأهب بعد فقدان السيطرة داخل “إسرائيل”.
وجاءت إقالة غالانت على وقع توتر وانقسام داخلي، تسببت به خطة الحكومة لتمرير تعديلات قضائية.
وهتف المتظاهرون: “بيبي (كنية نتنياهو) يفعل ما يشاء، ونحن كذلك”، فيما يستمر تدفق آلاف آخرين إلى المنطقة للمشاركة بالاحتجاج، فيما استعملت شرطة الاحتلال خراطيم المياه لإبعاد متظاهرين اخترقوا الحواجز قرب منزل نتنياهو في القدس المحتلة.
وبحسب تقديرات شرطة الاحتلال، بلغ عدد المتظاهرين عشرات الآلاف في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، فيما أمر قائد الشرطة المفوض شبتاي بتعزيز القوات في جميع المدن، مشددا على أن اعتقال المتظاهرين يكون فقط في حالات العنف الشديد والتخريب.
كما قالت الشرطة إنه توجد 150 نقطة احتجاج ضد الإصلاح القضائي في جميع أنحاء إسرائيل، فيما تزال التظاهرة الكبيرة أمام منزل رئيس الحكومة نتنياهو مستمرة إلى حدود الساعة 00:50 بالتوقيت المحلي (21:50 ت.غ.).
ولاحقا، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو استدعى رئيس “الشاباك” إلى مقر رئاسة الحكومة لبحث تعزيز الحراسة حول منزل رئيس الوزراء.
חסימות בכביש החוף, מחלף הסירה@AssafYNews pic.twitter.com/qV0apuGeTG
— החדשות – N12 (@N12News) March 26, 2023
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب بعد فقدان السيطرة داخل “إسرائيل”، فيما أعلن المفتش العام للجيش أنه سيعقد اليوم اجتماعا لبحث الآثار الأمنية لإقالة غالانت، عقب الاحتجاجات التي رافقت قرار إعفاء وزير الحرب.
גדרות נפרצו בסמוך למעון ראש הממשלה בירושלים, אלפים מפגינים במקום; הקונסול בניו יורק התפטר | האוניברסיטאות ביטלו את הלימודים מחרhttps://t.co/06xpfdPjhk pic.twitter.com/EqHRB1vMpx
— החדשות – N12 (@N12News) March 26, 2023
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الاتحاد العمالي “الهستدروت” الإثنين عن إضراب شامل في جميع المرافق الاقتصادية في دولة الاحتلال، عقب إعلان أكبر منظمة نقابية إسرائيلية انضمامها للمظاهرات، احتجاجًا على التعديلات القضائية.
كما أعلنت الجامعات في دولة الاحتلال الإسرائيلي تعليق الدراسة اعتبارا من الإثنين حتى إشعار آخر، فيمت أعلن مسؤولون ورؤساء بلديات الإثنين إضرابا عن الطعام أمام مكتب نتنياهو احتجاجا على إقالة وزير الحرب.
وعقب ذلك، قررت لجنة الدستور بالكنيست الإسرائيلي عدم التصويت بالقراءتين الثانية والثالثة على قانون تغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة، فيما أعلن زعيم حزب شاس أرييه درعي، حليف نتنياهو، يؤيد تأييد التشريع خلال مباحثات مع رئيس وزراء الاحتلال.
كما هدد وزير العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ياريف ليفين بالاستقالة إذا تجاوب نتنياهو مع دعوات تعليق التعديلات القضائية.
قال مكتب رئيس الوزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الأخير أقال وزير الحرب يوآف غالانت، على وقع توتر وانقسام داخلي، تسببت به خطة الحكومة لتمرير تعديلات قضائية، فيما أعلن الجيش رفع حالة التأهب بعد فقدان السيطرة داخل “إسرائيل”.
وغالانت عارض صراحة هذه التعديلات المثيرة للجدل، ومارس ضغوطات خلال الأيام الماضية، لإقناع نتنياهو بتعليق التشريعات الرامية لإضعاف الجهاز القضائي، في محاولة للتوصل إلى تسوية مع المعارضة.
وبحسب التقارير التي أوردتها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن نتنياهو استدعى غالانت إلى مكتبه، وأبلغه أنه “فقد ثقته به”، وذلك بعد أن جاهر غالانت في الآونة الأخيرة بمعارضته لخطة نتنياهو المثيرة للجدل لإضعاف الجهاز القضائي.
ويعتقد أن نتنياهو قد خضع بهذه الخطوة لرغبة شركائه في تيار الصهيونية الدينية الذين يعارضون سياسات غالانت، ويرون أنها تقيد مساعيهم لتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
ورغم التوتر والمظاهرات الرافضة لخطة التعديلات، فإن نتنياهو أعلن، الخميس، أنه لا يخطط لإيقاف تشريع مخطط “الإصلاح القضائي”، وعلى رأس ذلك تشريع تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة.
وذكر أنه ينوي الدخول في مفاوضات للتوصل إلى حل وسط، مضيفا: “هذا يكفي. أنا سأدخل المفاوضات. لقد تركت كل شيء آخر جانبًا. من أجل شعبنا وبلدنا سأفعل كل ما بوسعي للتوصل إلى حل”.
وفي أول تعليق بعد إقالته، قال وزير الحرب غالانت إن “أمن تل أبيب كان دائما وسيبقى دائما مهمة حياتي”.
وذكرت قناة (12) العبرية أن غالانت، يفكر في تقديم استئناف أمام المحكمة العليا ضد إقالته، حيث كشفت مصادر خاصة لم تسمها، أن غالانت تواصل مساء الأحد، مع أحد أكبر مكاتب المحاماة في البلاد للتحقق من خياراته القانونية، بما في ذلك إمكانية تقديم التماس ضد رئيس الوزراء بشأن عزله.
كما أدان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد القرار، قائلة في تغريدة عبر تويتر: “إقالة وزير الدفاع يوأف غالانت، لمجرد تحذيره من تهديد يمس أمن إسرائيل، هو تدنٍ جديد لحكومة معادية للصهيونية تمس بالأمن القومي وتتجاهل تحذير جميع المسؤولين الأمنيين”.
وأضاف: “نتنياهو يمكنه إقالة غالانت، لكنه لا يستطيع إخفاء الواقع، كما لا يمكنه طرد شعب إسرائيل الذي يقف في وجه جنون الائتلاف الحكومي”.
واختتم لابيد التغريدة بالقول: “رئيس وزراء إسرائيل خطر على أمن الدولة”.
وفي أولى ردود الفعل الدولية، أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها مما يجري في دولة الاحتلال، حيث اعتبر البيت الأبيض أن “ما يجري في إسرائيل سيكون له انعكاسات على جهوزية الجيش الإسرائيلي”.