تراتيل صغيرة …لـ: دامي عمر

دامي عمر
شاعرة مغربية

لست الريح

أذرو هذا الهشيم

حين اصاب عين الوجود

فأغطش النهار

لست الماء

 أمسح عن وجه الخليقة هاذي الوشوم

أنا نصف صوت

مثخن بالمجاز

لضمان مسافة الأمان

أكتفي بالعويل كلما لفتني الزوبعة

 أغرق العطش في ملح عيني

وأربت على الجرح بأكاليل الغار

… المتهافتون

الناؤون الذين أمنوا أنفسهم ضد الخسارة

يخسرون كل شيء

ينقشون أسماءهم على جدار الزوبعة

فتلعنهم الحجارة

تلك التي تنقش بإزميل الزمن أسماء صغيرة

أسماء بحجم “لا “..

تخرج صداحة ..مستفزة

كأرواح الشهداء التي لم تعمر ما يكفي  لتفقد قداسة الضوء

الأوتار التي يوزع عليها الرب أسرار الكلمة الأولى

حتى لا يتكرر العبث

طفلة تسأل أباها :أبي ،أين لعبتي البيضاء؟

الأب يبتسم ويسلم قبضتيه للقيد

بينما يظل السؤال مجلجلا  يقرع أجراس القيامة

طفل أطول من قامته يحمل بقلبه نعش أبيه

و آخر يسأل الرصاصة في رأسه : أين مغزاها ؟

امرأة تصرخ : ” يعقوب ، أنت تعرف أنه بيتي! “

ولأنه ليس يعقوبا ، لا يحير جوابا

.. لست الريح

أنظف مدارات الوقت من غبار الساعة

أنا نصف شهادة

تحارب النسيان

أحفظ البطولات الصغيرة

أحلق بجناح مقصوف

طفلة شعرها القمحي يشبه سنابل الارض

رجل يحفظ أسماء الله من أوراق زيتونة هرمة

في مكان ما ..

والآن

ينمو غد بصير يرتب تفاصيل الحكاية مما نقشه الماء على ظهر الحجارة

و ما كتبه الضوء عبر ممرات المجرات المظلمة

و ما حفظته القصائد من تلف الذاكرة .


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية