قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.
وأضاف في كلمة الأربعاء أمام أعضاء كتلة حزبه “العدالة والتنمية” بالبرلمان، أن من يحاولون إضفاء شرعية على تنظيم “بي كي كي” الإرهابي وأذرعه تحت مسميات مختلفة لا يخدعون إلا أنفسهم.
وذكر أن الجهات التي تقدم السلاح للإرهابيين مجانا وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب “دولة إرهاب لا دولة قانون”.
وفي سياق متصل، أشار الرئيس التركي إلى أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” مؤسسة أمنية، وليس مهمتها دعم التنظيمات الإرهابية.
وعلى صعيد آخر، أعلن أردوغان تعطيل اتفاقية المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا واليونان.
وأشار إلى الانتصارات التي حققتها تركيا في كافة المناطق التي دعمتها بدءًا من ليبيا ووصولًا إلى إقليم قرة باغ، فضلا عن إحباط مخططات ضد المنطقة ذات عواقب سلبية على تركيا.
وأضاف أن العالم الغربي غير المكترث بالمشاكل الأمنية والمآسي الإنسانية على طول الحدود الجنوبية لتركيا، وجد نفسه في وسط أزمة مماثلة مع الصراع الساخن الذي بدأ في شمال البحر الأسود.
وتابع “أولئك الذين واجهوا منذ ثلاثة أشهر فقط (الحرب في أوكرانيا) جزءًا صغيرًا جدًا من العبء الذي أخذناه على عاتقنا على مدار 11 عامًا (استقبال لاجئين) بدأوا بالفعل بالتذمر”.
واستطرد: “من جهتنا أعلنا على الفور وبوضوح إننا ضد عضوية هذين البلدين (فنلندا والسويد) في الناتو إثر دعمهما لتنظيم بي كي كي PKK الإرهابي وامتداداته”.
ولفت إلى أن “من استغلوا إمكاناتهم لزيادة رفاهيتهم بدلاً من المساهمة في التحالفات الأمنية التي تحملت تركيا كل عبئها لسنوات، طرقوا باب الناتو بعد أزمة أوكرانيا”، مضيفًا: “أقول لمواطنينا والمجتمع الدولي إن طلب السويد وفنلندا الانضمام للناتو هو نتاج هذه المرحلة”.
وأكد أن الناتو هو كيان أمني وليس لدعم التنظيمات الإرهابية، قائلًا:” تقوم شرطة السويد وفنلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا بحماية التنظيمات الإرهابية هذه، التي تنظم المسيرات مع صور زعيم التنظيم الإرهابي”.
وأضاف أن البلدان المذكورة “تسمح لزعماء تلك التنظيمات بالتكلم في برلماناتها، ويتمادون أكثر حيث يجمعون النقود عبر إقامة خيم أمام مقر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لذلك لا يمكننا القول لهم تفضلوا (بالانضمام للناتو)”.
وأشار أردوغان إلى حدوث حراك دبلوماسي مكثف مؤخرًا لأن عضوية السويد وفنلندا في الناتو غير ممكنة دون موافقة تركيا، مشددًا أن أنقرة شرحت أسباب رفضها انضمام البلدين.
وبين أن تركيا طالبت السويد وفنلندا ومن يصرون على عضويتهما في الناتو بإغلاق جميع المؤسسات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن تلك البلدان تغض الطرف وتدعم أنشطة أنصار التنظيم الإرهابي (بي كي كي) ضد تركيا.
وذكر أن تعهدات من يستقبلون ممثلي “بي كي كي” الإرهابي والكيانات التابعة له على أعلى مستوى، القائلة إنهم يحترمون حساسية تركيا حيال مكافحة الإرهاب “ليست مقنعة”.
وأردف:” يوم لقاء الوفدين السويدي والفنلندي في أنقرة، أجرى التلفزيون الرسمي السويدي لقاءً مع صالح مسلم (زعيم إرهابي)، ما هذا الموقف؟ وما هذا الصدق؟ يتلاعبون بالأحرف. من يسعون لشرعنة بي كي كي عبر إخفائه بأسماء مثل (بي واي دي) أو (واي بي جي) لا يخدعوننا وإنما يخدعون أنفسهم”.
وبين أن نهج تركيا تجاه عضوية السويد وفنلندا في الناتو “ليس انتهازيًا، ولكنه موقف مبدئي بخصوص مكافحة الإرهاب”، معربًا عن أمله في أن “يتفهم هذان البلدان وأولئك الذين يعملون بجد من أجل عضويتهما، الحساسيات الأمنية لتركيا ويفعلون ما هو ضروري”.
وزير الداخلية سليمان صويلو: عودة 503 آلاف و150 سوريًا إلى بلدهم بشكل طوعي
كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن عودة 503 آلاف و150 سوريًا إلى بلدهم بشكل طوعي بحسب آخر إحصائية.
جاء ذلك في كلمة الأربعاء، خلال اجتماع تعريفي بمشروع 100 ألف منزل طوب في إدلب السورية في إطار حملة أطلقتها إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” لدعم إدلب.
ولفت إلى أن عدد المهجرين في العالم وصل إلى 84 مليون شخص، مبينًا أن 23 ألفًا و801 لاجئ وطالب لجوء لقوا مصرعهم في البحر المتوسط فقط منذ العام 2014 خلال محاولتهم الهجرة.
وأكد صويلو أن تركيا هي أكثر بلد تقديمًا للمساعدات الإنسانية في العالم خلال السنوات الأربعة الأخيرة.
وشدد أنه بات من غير الممكن أن تقدر تركيا على استيعاب موجة هجرة جديدة.
ولفت إلى حملة “معًا، نقف مع إدلب” اُطلقت عام 2020 بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان وتنسيق من “آفاد” ودعم من المنظمات المدينة وكانت تهدف لبناء 20 ألف منزل طوب في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى الرقم ارتفع إلى 100 ألف حاليًا.
وشدد صويلو على استكمال بناء 59 ألفًا و679 منزلًا من قبل منظمات ومؤسسات تركية عديدة، 45 ألفًا و903 منها في إدلب، و13 ألفًا و776 في منطقة عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، سكن ضمنها 51 ألفًا و427 أسرة حتى الآن.
وبين أن مشاريع المنازل تضم 69 مسجدًا و24 مركزًا صحيًا و68 مدرسة، و23 حديقة أطفال، و26 منشأة اجتماعية و21 فرنًا و95 بئر ماء و3 مخابز، منوهًا إلى استمرار العمل على 15 مسجدًا و6 مدارس و14 منشأة اجتماعية.
وأردف: “حسب آخر بيانات، عاد 503 آلاف و150 من أشقائنا السوريين إلى بلدهم بشكل طوعي، وزيادة هذا الرقم مرتبط باستقرار المنطقة أكثر وخلق فرص ومساكن للناس”.
وأضاف: “سنكون قد أنهينا الـ 100 ألف منزل قبل نهاية العام، حيث أن تلك المنازل تنقذ 600 ألف شخص على الأقل من الخيام”.