الكيانات العسكرية والاستخباراتية الروسية تنشر معلومات ودعاية مضللة تحاول تصوير مسؤولي الحكومة الأوكرانية وأوكرانيا كالجهة المعتدية في العلاقات الروسية الأوكرانية. وتهدف هذه الإجراءات إلى التأثير على الدول الغربية لتعتقد أن سلوك أوكرانيا قد يؤدي إلى صراع عالمي وإقناع المواطنين الروس بضرورة القيام بعمل عسكري روسي في أوكرانيا.
الخارجية الأمريكية تورد ما يلي أمثلة على الأكاذيب الروسية حول الأزمة الحالية وأسبابها والحقيقة الفعلية.
الرواية المضللة: أوكرانيا والمسؤولون الحكوميون الأوكرانيون هم الجهة المعتدية في العلاقات الروسية الأوكرانية.
الحقيقة: هذه تصريحات مضللة من نظام بوتين تلوم الضحية، أي أوكرانيا، على العدوان الروسي. لقد غزت روسيا أوكرانيا في العام 2014 وهي تحتل شبه جزيرة القرم وتسيطر على القوات المسلحة في دونباس، وقد حشدت الآن أكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا بينما يهدد الرئيس بوتين بإجراءات “عسكرية تقنية انتقامية” في حال عدم تلبية مطالبه.
الرواية المضللة: يدفع الغرب أوكرانيا نحو الصراع.
الحقيقة: أثارت موسكو الأزمة الحالية من خلال نشر أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا بدون أي نشاط عسكري مماثل على الجانب الأوكراني من الحدود. وتستهدف الكيانات العسكرية والاستخباراتية الروسية أوكرانيا بمعلومات مضللة تحاول تصوير هذه الأخيرة ومسؤولي الحكومة فيها على أنهم الجهة المعتدية في العلاقات الروسية الأوكرانية. وتحاول الحكومة الروسية خداع العالم للاعتقاد بأن سلوك أوكرانيا قد يؤدي إلى صراع عالمي وإقناع المواطنين الروس بضرورة إجراء روسيا عملا عسكريا في أوكرانيا. وتلقي روسيا باللوم على الآخرين في عدوانها، ولكن إنهاء هذه الأزمة سلميا من خلال خفض التصعيد والدبلوماسية هو من مسؤولية موسكو.
لقد غزت موسكو أوكرانيا في العام 2014 وهي تحتل شبه جزيرة القرم وتواصل تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا. ويتبع ذلك نمطا من السلوك الروسي المتمثل في تقويض سيادة دول المنطقة وسلامة أراضيها، إذ قامت بغزو أجزاء من جورجيا واحتلالها في العام 2008 وفشلت في الوفاء بالتزامها في العام 1999 بسحب قواتها وذخائرها من مولدوفا، وما زالت هناك بدون موافقة حكومة البلاد.
الرواية المضللة: يشكل نشر روسيا لقواتها القتالية مجرد إعادة تمركز لقواتها على أراضيها الخاصة.
الحقيقة: ليس من المقبول أن يتم نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي، بما فيهم قوات قتالية قوية وأسلحة هجومية، بدون أي تفسير معقول عند حدود دولة غزتها روسيا سابقا ولا تزال تحتلها في بعض الأماكن، ولا يعد ذلك مجرد تبديل للقوات. هذا تهديد روسي واضح ومتجدد لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويقترن الحشد بإجراءات نشطة للتضليل تهدف إلى تقويض الثقة في الحكومة الأوكرانية وخلق ذريعة لمزيد من التوغل الروسي.
الرواية المضللة: خططت الولايات المتحدة لهجمات بالأسلحة الكيمياوية في دونباس.
الحقيقة: كل من الولايات المتحدة وروسيا طرف في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. لا تستخدم الولايات المتحدة الأسلحة الكيمياوية وفقا لالتزاماتها بموجب تلك المعاهدة الدولية. ولكن الحكومة الروسية قد استخدمت أسلحة كيمياوية مرتين في السنوات الأخيرة لمهاجمة معارضين ومحاولة اغتيالهم، بما في ذلك على أرض أجنبية. وبدلا من تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا كما فعلت روسيا، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 351 مليون دولار كمساعدات إنسانية للمتضررين من عدوان موسكو هناك منذ العام 2014. تلجأ روسيا إلى تصريحات المسؤولين رفيعي المستوى ووسائل الإعلام المضللة والدعاية لتنشر عمدا معلومات مضللة تحاول من خلالها خلق ذريعة لإجراء عمل عسكري.
الرواية المضللة: تدافع روسيا عن الروس في أوكرانيا.
الحقيقة: ما من تقارير موثوقة عن تعرض أي شخص من أصل روسي أو يتحدث باللغة الروسية لتهديد من الحكومة الأوكرانية، ولكن ثمة تقارير موثوقة تفيد بأن الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا وفي دونباس يواجهون قمعا لثقافتهم وهويتهم الوطنية ويعيشون في بيئة من القمع الشديد والخوف. تجبر روسيا الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم على حمل الجنسية الروسية أو فقدان ممتلكاتهم وحصولهم على الرعاية الصحية ووظائفهم. ويواجه من يعبرون سلميا عن معارضتهم للاحتلال أو السيطرة الروسية السجن لأسباب واهية ومداهمات لمنازلهم من الشرطة والتمييز المسموح به رسميا، وكذلك التعذيب وغيره من الانتهاكات في بعض الحالات. ويتم التحقيق مع الأقليات الدينية والعرقية ومحاكمتهم على أنهم “متطرفون” و”إرهابيون.”
الرواية المضللة: لقد تآمر الناتو على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة وطوقها بالقوات وحنث بوعود مفترضة بعدم التوسع وهدد أمن روسيا باحتمال انضمام أوكرانيا إلى الحلف.
الحقيقة: حلف الناتو تحالف دفاعي هدفه حماية الدول الأعضاء. وأعاد كافة الحلفاء التأكيد في قمة بروكسل في حزيران/يونيو 2021 أن “الحلف لا يسعى إلى المواجهة ولا يشكل أي تهديد لروسيا.” في الواقع، صرح الرئيس بوتين بنفسه في العام 2002 بأن “لكل دولة الحق في اختيار طريقة ضمان أمنها. وينطبق ذلك على دول البلطيق أيضا. وثانيا، وبشكل أكثر تحديدا، حلف الناتو هو في الأساس كتلة دفاعية.”
لا يطوق حلف الناتو روسيا – يزيد طول الحدود البرية الروسية عن 20 ألف كيلومتر بقليل، وتتشارك بأقل من 1/16 منها (1215 كيلومترا) مع أعضاء الناتو. تتشارك روسيا حدودها البرية مع 14 دولة، وخمسة منها فحسب من أعضاء الناتو.
نشر حلف الناتو أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في دول البلطيق وبولندا في العام 2016 ردا على استخدام روسيا للقوة العسكرية ضد جيرانها. وتتناوب تلك القوات في مراكزها وهي قوات دفاعية ومتناسبة ومتواجدة هناك بطلب من الدول المضيفة. لم يكن ثمة خطط لنشر قوات الحلفاء في الجزء الشرقي من الحلف قبل استيلاء روسيا غير القانوني على شبه جزيرة القرم.
لم يعد الناتو أبدا بعدم قبول أعضاء جدد، وتوسيع الناتو ليس موجها ضد روسيا. لكل دولة ذات سيادة الحق في اختيار ترتيباتها الأمنية والدخول في تحالفات إقليمية دفاعية لأغراض الدفاع عن النفس. هذا مبدأ أساسي للأمن الأوروبي وينعكس في ميثاق الأمم المتحدة، وهو أيضا مبدأ أكدته روسيا في عدد لا يحصى من المعاهدات الدولية والإقليمية مثل وثيقة هلسنكي النهائية.
خريطة تبين حدود دول الناتو مع روسيا.
ليس تمثيل الحدود موثوقا بالضرورة.
الرواية المضللة: يتجنب الغرب الدبلوماسية ويلجأ مباشرة إلى إجراءات مثل العقوبات.
الحقيقة: تنخرط الولايات المتحدة وشركاؤنا في دبلوماسية مكثفة لحل هذه الأزمة، بما في ذلك مع الحكومة الروسية مباشرة. لقد تحدث الرئيس بايدن مع الرئيس بوتين مرتين وعقد المسؤولون الأمريكيون عشرات الاجتماعات رفيعة المستوى وأجروا عشرات المكالمات الهاتفية مع نظرائهم الروس والأوروبيين كجزء من جهد دبلوماسي شامل لحل هذا الوضع سلميا. ما زال ينبغي أن نحدد ما إذا كانت روسيا مستعدة للوفاء بمسؤولياتها كعضو في المجتمع الدولي واتخاذ خطوات لتهدئة الأزمة التي أحدثتها. ولكننا أوضحنا أيضا، بشكل علني وسري، أننا وشركاؤنا سنفرض تكاليف اقتصادية سريعة وشديدة على الاقتصاد الروسي إذا اختار الرئيس بوتين غزو أوكرانيا.