تعرف دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية الكثير ، لكن رئيسها نادرًا ما يتحدث علنًا. ما لم يكن لديه رسالة لإيصالها: في مقابلة ، حذر برونو كال من عودة ظهور داعش .
في مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية (12 تموز/ يوليو 2021)، قال برونو كال إنه على الرغم من عدم وقوع هجمات إرهابية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة مثل الهجمات الدامية التي هزت البلدان الغربية قبل عقدين، إلا أن “إرهاب الإسلاميين قد تطور وكلف حياة الكثير من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه”.
يشار إلى أنه تحقيق الكثير من النجاحات الكبيرة في مكافحة تنظيم داعش في السنوات القليلة الماضية خاصة مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2019 وسقوط “خلافة” داعش المزعومة في سوريا والعراق. ووفقا لرئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية فإن تنظيم داعش منذ ذلك الوقت تحول إلى “شبكة لا مركزية” مثل تنظيم القاعدة، حيث “تنتشر تنظيماته الفرعية”.
قال رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كال، إن هناك طريقة وحيدة يمكن من خلالها وقف تنامي قوة وتطوير التنظيمات الإرهابية مثل داعش. وأضاف “فرض سلطة الدولة وإرساء مؤسسات وهياكل الدولة وضمان الأمن”، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الطريقة يمكن للدول الأوروبية والغربية مساعدة دول مثل بوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا. وقال “يتعين علينا دعم الدول في استعادة سيطرتها أو على الأقل الحفاظ على سيطرتها عندما يمكن القيام بالأمر على أقل تقدير.”
وتتفق ميرنا المصري مع هذا الرأي والتقييم الذي ذهب إليه برونو كال. وتقول إن “الدافع الأساسي للتنظيمات الإرهابية هو ضعف الدولة” وذلك لأن “تنظيم داعش يمكن أن يتصرف وكأنه بديل للدولة عن طريق تقديم الأموال وتوفير الأمن وإمكانية التنقل لعناصره. بعبارة أخرى، داعش يمكن أن يقوم بدور الدولة”. لهذا يتعين على الاتحاد الأوروبي المساعدة في تعزيز سلطات الدول، حسب المصري.
داعش في ألمانيا!
لم تحذر وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية وحدها من خطر تنامي قوة داعش، وإنما أيضا المخابرات الداخلية (المكتب الاتحادي لحماية الدستور) قد حذرت من الأمر ذاته. فقد ذكرت في تقرير نشر الشهر الماضي، أن التهديد الإرهابي أصبح مرتفعا في الوقت الحالي كما كان الحال قبل سنوات قليلة ماضية.
وأشارت في التقرير إلى وقوع هجمات محدودة من متشددين إسلاميين في ألمانيا العام الماضي وكان أبرزها عملية الطعن في دريسدن في أكتوبر / تشرين الأول عندما أقدم شخص يعتقد أنه متشدد إسلامي على طعن شخصين مثليي الجنس بسكين ما أسفر عن مقتل أحدهما.
ومع ذلك، يحذر المكتب الاتحادي لحماية الدستور من أن “الهجمات المتعددة والمعقدة التي تقف وراءها تنظيمات إرهابية في الخارج لم تحدث بعد في ألمانيا، لكن ربما قد تحدث في أي وقت”.
ورغم أن شتولنفيرك يؤكد على أنه يتعين عدم التقليل من شأن داعش، إلا أنه يرى أن خطر “العائدين” من داعش في تنفيذ هجمات إرهابية متكررة وكبيرة في ألمانيا لا يزال منخفضا بشكل نسبي. ويقول “من غير الواقعي أن نقول إن داعش عندما يتكبد خسائر كبيرة في الشرق الأوسط، فإن موجة من الإرهاب ستجتاح ألمانيا. لكن الخطر الذي يشكله من يعرفون بالذئاب المنفردة، يصعب على أجهزة الاستخبارات بشكل كبير مراقبته أو منعه”.
ويتضمن تقرير المكتب الاتحادي لحماية الدستور عادة إحصائيات عن عدد المتطرفين الذين يُعتقد بوجودهم في ألمانيا، إلا أن التقرير الأخير قال بشكل واضح: “لم يكن بالمقدور التحديد بشكل دقيق عدد أعضاء وأنصار داعش أو القاعدة الذين يعيشون حاليا في ألمانيا”.