في الرابع والعشرين من آذار حلت الكارثة في جرود عيناتا. مجموعة من النساء والأطفال السوريين مع شخص يعمل في مجال التهريب غير الشرعي بين لبنان وسوريا. ضربت العاصفة المنطقة فعلقوا جميعاً. تم الاتصال باقرباء المهرب فلم تنجح محاولة انقاذ هؤلاء. بعدها تم الاتصال بالدفاع المدني الذي تمكن من إنقاذ المهرب وعدد من النساء والأطفال بينهم رضع.
بقيت مجموعة مؤلفة من أم وابنتها وطفلين، مجهولة المصير فبدأت قوى الأمن والدفاع المدني والجيش التفتيش عنهم حتى تم العثور عليهم في السادس والعشرين من آذار.
كان المشهد مريعاً، ماتوا جميعاً من البرد القارس وواحدة من الصور المؤلمة التي عثر عليها أن الأم غمرت طفلها علها تحميه من البرد لكن من دون جدوى.
وكان محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قد أعلن في تغريدة على “تويتر”: “العثور على جثث 4 مفقودين في جرود عيناتا “سيدتين وطفلين”، بعد جهود مضنية لفرق الدفاع المدني والجيش وقوى الأمن، وهم جميعاً من التابعية السورية، توفوا بسبب البرد القارس”.
ولفت إلى أنه “سيتم فتح تحقيق بالموضوع مع الشخص اللبناني الذي كان برفقتهم سابقا، حول ما إذا كانت مسألة تهريب بشر أم لا”.
العثور على جثث المفقودين الأربعة في جرود عيناتا (سيدتين وطفلين)، بعد جهود مضنية لفرق الدفاع المدني والجيش وقوى الأمن، وهم جميعاً من التابعية السورية، توفوا بسبب البرد القارس.
— Bachir Khodr (@BachirKhodr) March 26, 2021
وسيتم فتح تحقيق بالموضوع مع الشخص اللبناني الذي كان برفقتهم سابقاً حول ما اذا كانت مسألة تهريب بشر ام لا.
المهرب توارى عن الأنظار والفرضية الأولى التي طرحت أن هؤلاء كانوا يريدون الوصول مع المهربين إلى البقاع للانتقال إلى سوريا بطريقة غير شرعية بحكم أن عيناتا بعيدة نسبياً عن الحدود السورية.
المهرب ليس وحده المطلوب للتحقيقات التي ستتوسع لكشف ملابسات الفاجعة التي وقعت. بعض المصادر المتابعة أكدت أن العائلة كانت دفعت مليون ونصف المليون ليرة للمهرب لنقلها إلى سوريا. الأب موجود في لبنان وقد استعاد أحد أبنائه.
ليست المرة الأولى التي تقع مثل هذه المأساة. فعملية تهريب البشر بين لبنان وسوريا ناشطة على طول الحدود سواء في البقاع أو الشمال. ففي جرد الصويري قبل عام تقريباً وقعت المأساة نفسها وقتلت نساء وأطفال من البرد كانوا يهربون بين لبنان وسوريا.
هذه العمليات غير الشرعيّة رابحة لتجار الموت والمهربين الذين يتقاضون عن كل طفل أو امراة أموالاً لقاء التهريب. أما السوريون الذين ينتقلون بطريقة غير شرعية بين لبنان وسوريا فيلجأون إلى هذه الوسيلة حتى لا يفقدوا صفة اللجوء والمساعدات التي تقدم لهم لأنهم إذا دخلوا بطريقة شرعية لا يمكنهم العودة إلى لبنان بصفة نازح أو لاجىء. أحياناً أيضاً يتم التهريب لأشخاص دخلوا إلى لبنان بطريقة غير شرعية أو انتهت اقامتهم.