قالت صحيفة بيلد الألمانية إنّ الديكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو خطّط لقتل منتقدي النظام في المنفى، بما في ذلك في ألمانيا. وفي تسجيل صوتي نشرته الآن صحيفة “EUobserver” البلجيكية على الإنترنت، يمكن سماع الرئيس السابق لجهاز المخابرات وهو يخطط للتخلص من الأصوات البيلاروسية الناقدة في الخارج.
ويتعلق الأمر بالصحفيين، وأيضا بالموظفين السابقين في الدولة الفارين إلى الخارج، حيث أراد لوكاشينكو اغتيالهم بأساليب مختلفة مثل دس السم لهم أو خطفهم ومن ثم إغراقهم دون ترك أثر للجريمة.
ويعطي التسجيل الصوتي المُسرّب لاجتماع رئيس جهاز المخابرات فاديم زايتسيف ومسؤولي مكافحة الإرهاب في مينسك في أبريل 2012 نظرة ثاقبة على وحشية النظام البيلاروسي، حيث يقول زايتسيف في التسجيل الصوتي: “الرئيس لوكاشينكو ينتظر تنفيذ هذه العمليات”.
وأوضحت الصحيفة أنّ رئيس جهاز المخابرات البيلاروسي السابق، فاديم زايتسيف، كان يتحدث في التسجيل الصوتي عن اغتيال ثلاثة من البيلاروسيين في المنفى في ألمانيا، هم أوليغ ألكاييف (مدير سجن سابق مسؤول عن عمليات الإعدام)، وفلاديمير بوروداش (رجل عسكري سابق رفيع المستوى)، وفياتشيسلاف دودكين (رئيس سابق للجنة مكافحة الفساد).
وظهر في التسجيل الصوتي صوت إيغور ماكار، عضو سابق في القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب البيلاروسية، ويعيش حاليًا مختبئًا في الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لشرطة برلين، فإنّ أوليغ ألكاييف، مدير سجن بيلاروسي سابق، قد تم تحذيره في عام 2012 من أنّه في خطر وأنه يجب أن يكون على اتصال دائم بالسلطات الألمانية لضمان سلامته في ألمانيا.
وكان من المهم بشكل خاص لرئيس المخابرات السرية عدم ترك أي أثر وراءه في ألمانيا، إذ قال زايتسيف في ذلك الوقت: “من المهم بالنسبة لي ألا يفكر أحد في تورط المخابرات البيلاروسية، وألا نترك أي أثر لعمليات إطلاق النار على المعارضين أو تسميمهم أو إغراقهم”.
وفي نفس التسجيل الصوتي، تحدث رئيس جهاز المخابرات زايتسيف عن مقتل الصحفي البيلاروسي، بافيل شيريميت، الذي كان يعيش في روسيا في ذلك الوقت. وقال رئيس المخابرات البيلاروسية آنذاك: “سنقوم بزرع قنبلة لتمزيق هذا الجرذ إلى أشلاء”.
وكان شيريميت تحت المراقبة في روسيا من قبل المخابرات الروسية في ذلك الوقت. وعندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، غادر إلى أوكرانيا.
وفي 20 يوليو 2016، قُتل ناقد لوكاشينكو بانفجار سيارة مفخخة في كييف، كما خطط رئيس جهاز المخابرات آنذاك زايتسيف، ولم يكن بحوزة أوكرانيا أدلة لإدانة المسؤولين عن مقتل شيريميت، لكن التسجيل الصوتي المنشور الآن، أدى إلى تحقيقات في أوكرانيا.
وفي ألمانيا أيضًا، أدى الكشف عن خطط لوكاشينكو إلى ردود فعل سياسية، حيث تطالب المعارضة بحماية فعالة للبيلاروسيين المتواجدين في ألمانيا.
وقالت الألمانية، ساندرا بوبندورفر، سياسية الحزب الديمقراطي الحر “إن لوكاشينكو وأتباعه ثبت إجرامهم من خلال القمع الدموي للدعوة إلى الحرية والديمقراطية منذ الانتخابات الوهمية الأخيرة، ولذلك فعلى ألمانيا وأوروبا الآن حماية العديد من أعضاء المعارضة الذين سعوا للحصول على الأمن في أوروبا في الأشهر الأخيرة”.
واستخدم نظام لوكاشينكو العنف الشديد ضد الناس في الشوارع منذ بدء المظاهرات المستمرة ضد حكومته. وهناك تقارير متكررة عن التعذيب والاغتصاب والاعتقالات، ولقي سبعة متظاهرين مصرعهم منذ انتخابات أغسطس 2020.
ووفقًا للصحيفة، تلقت الشرطة الأوكرانية أيضًا إذنًا ببدء التحقيقات ضد الديكتاتور البيلاروسي في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تحدد في أي منها.