قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إن القادة العسكريين في البنتاغون وواشنطن في حالة تأهب قصوى، خوفا من إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض الأحكام العرفية.
وأضافت المجلة في تقرير وصفته بالحصري، أمس الخميس أن هؤلاء القادة يخشون مما قد يفعله ترامب في أيامه الأخيرة في منصبه، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير المقبل.
وأوضحت المجلة أن ضباطا رفيعو المستوى ناقشوا ما يمكن أن يفعلوه في حال أعلن الرئيس الأمريكي الأحكام العرفية، على الرغم من كونه أمر من غير المرجح أن يحدث.
بحسب المجلة فإن القادة العسكريين المسئولين عن واشنطن شاركوا في التخطيط السري الطارئ في حال تم استدعاء القوات المسلحة للحفاظ على النظام المدني أو استعادته خلال فترة التنصيب أو نقل السلطة.
ووفقا لضابط تحدث إلى المجلة شريطة عدم ذكر اسمه فإن التخطيط يجري بعيد عن الأنظار في البيت الأبيض والموالين لترامب في البنتاغون خوفا من إغلاقه.
وقال ضابط متقاعد، ويعمل مقاول عسكري حاليا:” بقيت على ارتباط بالجيش على مدار 40 عاما، ولم أشاهد مثل هذه المناقشات التي تجري الآن، أو الحاجة لها”.
ونقلت المجلة عن ضباط أمريكيين قلقهم من انخراط الجيش في أزمة قد يفتعلها ترامب لقلب نتائج الانتخابات، مشيرين إلى “أنّ ترامب قد يحشد ميليشيات خاصة وقوات شبه عسكرية موالية له لتعطيل الانتقال ونشر العنف في واشنطن”.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت خلال الأيام الماضي، أن ترامب، الخاسر في الانتخابات الأخيرة لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، استفسر عن إمكانية نشر قوات من الجيش الأمريكي لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
وبحسب تقرير نشرته مجلة “فوربس” فإن الفكرة أثارها في البداية مستشار الرئيس للأمن القومي السابق، مايكل فلين، لكن رفض مستشارو ترامب المقترح في اجتماع.
وذكرت مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز”، ماجي هابرمان، أن الرئيس سأل عن فكرة فلين، حيث ورد أن كبار المسؤولين أصبحوا قلقين للغاية بسبب اهتمام ترامب المتصاعد بالخطط غريبة الأطوار خلال أيامه الأخيرة في السلطة.
وعن إمكانية إقدام ترامب على هذه الخطوة، قال مدير صندوق فرانكلين روزفلت، لدراسة الشؤون الأمريكية التابع لجامعة موسكو الحكومية، يوري روغوليف، اليوم الجمعة، إن ترامب، لا يستطيع إعلان الأحكام العرفية قبل أيام قليلة من مغادرته.
وأضاف الخبير في تصريحات صحفية: “أولا، إعلان حالة الطوارئ – ماذا يعني؟ إذا كانت هناك كارثة طبيعية في منطقة ما، فهي (حالة الطوارئ) تحدث بالاتفاق مع حاكم الولاية. وثانيًا، وفقًا للدستور لا يمكن إعلان حالة الطوارئ إلا في حالة الحرب. ولا يمكن هذا في وقت السلام. ويمكن فقط للكونجرس إعلان الحرب. وإذا تم إعلان الحرب أو حالة الحرب، فيعلن الرئيس حالة الطوارئ”.
وأكد “ليس لدى الرئيس أي صلاحيات دستورية لذلك، مشيرا إلى أنه في الواقع لا توجد مثل هذه الخيارات”.
وكان المجمع الانتخابي قد أكد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 306 صوتا من أصوات الهيئة الناخبة الـ 538 متجاوزا العدد المطلوب للفوز بالرئاسة أي 270 صوتا، مقابل 232 صوتا للرئيس دونالد ترامب ليفوز رسميا بالرئاسة.
وبهذا يقترب جو بايدن، خطوة أخرى إلى البيت الأبيض مع تصديق الولايات الرئيسة في نظام المجمع الانتخابي رسميا، على فوزه في انتخابات الثالث من نوفمبر الماضي، مما ينهي بشكل فعلي سعي ترامب لتغيير النتائج.