قام برنامج الأغذية العالمي اليوم السبت بتوصيل مساعدات غذائية منقذة للحياة إلى أكثر من 50 ألف شخص تقطعت بهم السبل في مخيم الركبان الواقع على طول الحدود السورية الأردنية.
وصول أول قافلة مساعدات منذ 10 أشهر إلى مخيم الركبان الصحراوي
وبحسب المتحدث باسم البرنامج إيرفيه فيروسيل، وصلت القافلة المشتركة بين الوكالات، المكونة من 43 شاحنة، بالقرب من المخيم الذي كان الوصول إليه صعب جدا. وسيجري تفريغ حمولتها من الحصص الغذائية وحقائب دقيق القمح على مدى عدة أيام. وجلبت القافلة أيضا أشكالا أخرى من المساعدات الإنسانية.
وأشار فيروسيل إلى أن القافلة تقوم للمرة الأولى بتوصيل مساعدات من داخل سوريا إلى المخيم المعروف أيضا باسم “الساتر”. وهو مستوطنة غير رسمية موجودة في ظروف صحراوية رهيبة للغاية.
وقال المتحدث باسم البرنامج إن الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في الركبان لم يتمكنوا من الوصول إلى المساعدة الإنسانية إلا بشكل متقطع، بسبب انعدام الأمن في جنوب شرق سوريا مما أدى إلى إعاقة طرق النقل ومثل تحديا كبيرا للوصول عبر الأردن.
وأوضح فيروسيل أن برنامج الأغذية العالمي وغيره من الجهات الفاعلة في المجال الإنساني لم يستطيعوا توصيل المساعدات إلى المخيم في السابق، إلا من خلال عمليات شحن معقدة ومكلفة عبر الحدود من الأردن.
وكانت آخر مرة استطاع فيها البرنامج توصيل الأغذية إلى الركبان مطلع العام الجاري. وتقدم هذه القافلة المشتركة بين الوكالات مساعدات حيوية للنساء والأطفال والرجال الذين اضطروا للبقاء على قيد الحياة دون أي مساعدة غذائية خلال الأشهر الثمانية الماضية.
كما قدم البرنامج مساعدات غذائية من داخل سوريا إلى أكثر من 27 ألف شخص في منطقة اللجاة في غرب درعا لأول مرة منذ اندلاع النزاع في الجنوب. وفي الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى النازحين الجدد على الجانب الشرقي من نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث قدم مساعدات غذائية لحوالي 30 ألف شخص نزحوا مؤخرا في شمال شرق البلاد.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي يدعم الاحتياجات الغذائية لثلاثة ملايين شخص في سوريا شهريا، وذلك من خلال الحصص الغذائية التي تحتوي على الأرز والقمح والزيت النباتي والعدس والسكر والملح. وتوفر الحصة الغذائية الواحدة ما يكفي لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد.
وشدد المتحدث باسم البرنامج على الأهمية القصوى لأن يتمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول الآمن إلى المحتاجين، معربا عن أمله في أن تفهم جميع الأطراف ضرورة احترام حياد البرنامج والأمم المتحدة بشكل عام.
وقال، “نحن نعمل على مساعدة المدنيين وإنقاذ الأسر. الكثيرون منهم، 6.5 ملايين شخص، لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة.”