وزير الخارجية الألماني: لن نسمح لواشنطن بالمس بمصالحنا
دعا وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إلى إعادة تقييم الشراكة الأوروبية الأمريكية، وأشار إلى أن بناء شراكة متوازنة يمكن أن تكون قاعدة للتفكير في هذه الشراكة، مؤكدا أنه لا يمكن السماح لواشنطن بالمس بالمصالح الأوروبية.
حاول وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في مقال نشرته صحيفة هاندلاسبلات الاقتصادية اليوم (الأربعاء 22 أغسطس / آب 2018) وضع ملامح استراتيجية حكومية بشأن العلاقات الألمانية الأمريكية. ودعا ماس إلى شراكة متوازنة مع واشنطن. وقال ماس “حان الوقت لإعادة تقييم شراكتنا” وتابع أن الهدف ليس ترك الولايات المتحدة في الوراء ولكن الهدف هو التجديد والمحافظة على العلاقة مع واشنطن.
وأكد ماس أن الولايات المتحدة وأوروبا يبتعدان عن بعضهما البعض منذ سنوات وليس منذ وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض. واستطرد ماس موضحا “إن التقاطع بين القيم والمصالح الذي طبع العلاقات بيننا خلال جيلين يتراجع”.
وسبق لماس في أكثر من مناسبات سابقة، أن دعا الأوروبيين إلى التكاتف بشأن بلورة رؤية مشتركة بشأن العلاقات الأوروبية – الأمريكية. وتأسف ماس على مدى اتساع المسافة السياسية بين ضفتي الأطلسي منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة. وذكر ماس أنه يتعين إعادة ضبط العلاقات عبر الأطلسي للحفاظ على الشراكة مع الولايات المتحدة، موضحا أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بـ”أوروبا واعية ومستقلة”.
ويرى ماس أن أوروبا بحاجة إلى إقامة نظم مدفوعات مستقلة عن الولايات المتحدة إذا أرادت المحافظة على الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى بعد أن انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكتب يقول “من الضروري أن نقوي استقلالية أوروبا عن طريق خلق قنوات دفع مستقلة عن الولايات المتحدة وصندوق نقد أوروبي ونظام سويفت مستقل.” وأضاف “كل يوم يبقى الاتفاق حيا فيه هو أفضل من الأزمة فائقة الخطورة التي قد تهدد الشرق الأوسط في غيابه.”
وكتب ماس “في ضوء الظروف، من المهم استراتيجيا أن نبلغ واشنطن بوضوح: أننا نريد أن نعمل معا.. لكننا لن نسمح لكم بالمساس بمصالحنا دون مشاورتنا.”
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالتصدي لقرار ترامب تجديد العقوبات على إيران عبر سبل من بينها قانون جديد لحماية الشركات الأوروبية من الإجراءات العقابية الأمريكية.