مُخرج سوري يقاطع مهرجان قرطاج السينمائي
سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
قرّر المخرج السوري “سامر عجوري” عدم المشاركة في الدورة 28 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، التي ستجري في الفترة من 4 إلى 11 تشرين الثاني المقبل؛ وذلك احتجاجاً على إدراج فيلم سوري يتضمن دعاية سياسية لنظام الأسد.
وكان مقرراً أن يشارك عجوري في المهرجان بفيلم التحريك القصير “الولد والبحر” لكنه آثر الانسحاب بعد أن تبيّن له مشاركة الفيلم الروائيّ الطويل “مطر حمص” للمخرج جود سعيد في المهرجان ذاته.
وأصدر عجوري بياناً يوضح فيه موقفه من مشاركة هذا الفيلم، وقال في بيانه “منذ حوالي الشهر، تمّت دعوتي للمشاركة بمهرجان قرطاج ضمن فعاليّة الأفلام القصيرة خارج المسابقة، وقمنا بالفعل أنا ومؤسّسة بدايات (منتجة الفيلم) بإرسال الفيلم، ظنًّا منّا بأنّ اختيار الفيلم كان بناءً على محتواه أو قيمته الفنيّة أو السرديّة ودون أي سؤال عن سياق المهرجان السياسيّ ولا عن أيّة أجندة سياسيّة، حينها قامت لجنة المهرجان بإرسال دعوة شخصيّة لي كمخرج وصانع للفيلم للمشاركة في المهرجان في تونس”.
وبعد صدور قائمة بالأفلام المشاركة في المهرجان بكل فعاليّاته، قبل أيام، اتضح أن من ضمنها فيلم “مطر حمص” للمخرج جود سعيد، الذي وصفه عجوري بـ “مخرج النظام السوريّ”، وقال عجوري إن هذا الفيلم “يستغلّ فيه بشكل سافر حطام مدينة كاملة دمّرت تحت قصف طائرات الجيش العربيّ السوريّ ونيران دباباته لتكون خلفيّات سينمائيّة، بطريقة لا يمكن وصفها إلّا بأنّها تمثيل وتشنيع بجثة حمص.”
وقال المخرج السوري “لا يخفى عن إدارة مهرجان قرطاج واللجنة التي اختارت (مطر حمص) أنّ الفيلم، وبكلّ وضوح، هو بروباغندا مخابراتيّة أسديّة منتجة من قبل النظام السوريّ تروّج عن طريقه لفكرة المؤامرة الخارجيّة وتتهمّ جهات إسلاميّة مختلفة أو غيرها بقتل أبناء حمص وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرقها”.
واعتبر أن وجود فيلم جود سعيد على قائمة أفلام المهرجان هو تصريح من إدارة مهرجان قرطاج بدعمهم لرواية “النظام السوريّ المجرم”، وعرض الفيلم في صالات المهرجان هو مشاركة حقيقيّة في ترويج تلك البروباغندا.
هذه الأسباب، بحسب المخرج سامر عجوري، دعته للانسحاب من قائمة المشاركين، وعلق بالقول “كوني رافضاً أن يتمّ إدراج عملي في سياق واحد تحت مسمّى الفن السينمائي مع عمل للنظام السوريّ من جهة، ومن جهة أخرى أعتذر عن المشاركة بمهرجان يستغلّ الفن بهدف التطبيع السياسيّ مع المسؤول المباشر عن دمّ حمص”.
من جهتها عبّرت شركة “بدايات” التي أنتجت فيلم “الولد والبحر” لسامر عجوري عن تضامنها مع المخرج السوري، مثمنةً “موقفه الأخلاقيّ والسينمائيّ الشجاع”، وداعية السينمائيّين للتضامن مع هذا الموقف و”عدم السماح في أن يكون فنّهم مطيةً لبروباغندا الأنظمة الديكتاتوريّة.”
واتخذت الشركة المنتجة خطوة مضادة بجعل فيلم “الولد والبحر” مفتوحاً للمشاهدة على الإنترنت حتّى يستطيع الجمهور التونسيّ والعالميّ مشاهدته بدون أيّ عائق، بحسب “بدايات”.
ويمثل فيلم “مطر حمص” محاولة من نظام الأسد لطمس ما جرى من أحداث خلال سنوات الثورة السورية في حمص، وإيصال رسالة للعالم أنه يحارب “الإرهاب”، وتمّ إنتاج الفيلم تحت رعاية وزارة الثقافة في حكومة النظام، وهو من إنتاج “المؤسسة العامة للسينما”، و يروي هذا الفيلم حسب ما كتبت المؤسسة “قصةً خيالية تستند لواقع الحرب لمجموعة من الشخصيات تعيش أزمة حمص القديمة خلال الفترة ما بين شباط وأيار 2014 حين خرج المسلّحون وانتهى القتال”.