[dt_fancy_title title=”نصوص أدبية” title_align=”right”]
[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”عائشة المؤدب” thumb_img=”id^62128|url^https://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/03/عائشة-المؤدب.jpg|caption^null|alt^null|title^عائشة المؤدب|description^null” hover_effect=”effect19″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#0b80b8″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]كاتبة من تونس[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
جاء، كالليل حين يفرد دفئا مبهما، هادئا، كلون الوردة في لوحة باردة، صمته الجريء يمعن في غيّه حين يدحرج ابتسامة وامضة على كلمة صلدة، يعبّئ الدهشة على مشارف القول ويسكت فجأة كما تكلّم، كم كان صوته الخافت ضاجّا وهو يسمع زقزقة تغمر نبضي وكم كان عالقا بعينيّ وأنا أتسلّق وجهه بحثا عن سماء أخرى، حين انسللت من روعي، بدا المشهد سرياليا، كنا نجلس على مقعد عمومي محفوف بشواهد مقبرة آهلة بالفرح، حتى أنها كانت تبدّل ألوانها كلّ حين، اتساع المكان زاد المشهد غبطة مربكة، هذي الحديقة تملك سر الخليقة كلّها، نكاد نرى الأرواح تتنزه عند قدميّ طفلة أقلعت لتوّها وامتصها الاتساع، قلت له: هو ذا الباب مواربا فادخلني خلسة، هي ذي أسواري أعلّقها على شغف مفخّخ فانتبه حين تمشي على صراطي.
كان ذاهلا عني بي وكنت أشهق إليه، حين التفتّ أجدّد مولد الفكرة بين قامتينا كان قد غاب واستلّ ضوء الشمس دون التفات، حتى أني رأيت الليل يأتي، ورأيت آثار الخطى يخطّها على صفحة بيضاء من كتاب بلا إهداء، لم أجزع فقد كان صمته الضاجّ يهدر برأسي وفي عينيّ صورة رآها حين انكشف له سر الوجود.