مستشفيات الغوطة الشرقية تعج بالأطفال، والأهالي المفجوعون يبحثون عن أبنائهم

[dt_fancy_image image_id=”60960″ onclick=”lightbox” width=””]

Syrian civilians and children run for cover amid the rubble of buildings following regime bombing in the town of Hamouria, in the besieged Eastern Ghouta region on the outskirts of the capital Damascus, on February 19, 2018. (Abdulmonam Eassa/AFP/Getty Images)

مستشفيات الغوطة الشرقية تعج بالأطفال، والأهالي المفجوعون يبحثون عن أبنائهم

في مشرحة احد مستشفيات مدينة دوما يبكي نضال إلى جانب جثة ابنته، قبل ان يلتفت بحرقة الى من يقف حوله ويقول لهم “لا يزال لدي خمسة أطفال لا أعرف مكانهم”، والمشهد يتكرر في مستشفيات اخرى في الغوطة الشرقية التي اكتظت بالأطفال وبأهل يبحثون عن أبنائهم.
واستهدفت قوات النظام بالغارات والصواريخ والمدافع الأثنين مدناً وبلدات عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة أسفرت عن مقتل 77 مدنياً، بينهم ما لا يقل عن عشرين طفلا، وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح.

ويأتي ذلك بعد تصعيد جديد لقوات النظام بدأ مساء الأحد، ويتزامن مع تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم بري وشيك على المعقل الاخير للفصائل المعارضة قرب دمشق.

وشاهد مراسل فرانس برس في مشرحة مستشفى مدينة دوما، 11 جثة ممددة على الأرض وقد لفت باغطية سوداء اللون.

يدخل نضال إلى المشرحة وبعد لحظات يجد ابنته الطفلة فرح بين الضحايا وقد لفت بغطاء بني اللون. يجلس على الأرض إلى جانبها وهو يجهش بالبكاء، ثم يسأل العاملين من حوله “هل يوجد براد لنضعها فيه؟”. يأتيه الجواب بالنفي

[dt_fancy_image image_id=”60961″ onclick=”lightbox” width=””]

A Syrian child injured in regime bombing cries as he receives treatment at make-shift hospital in the town of Hamouria, in the besieged Eastern Ghouta region on the outskirts of the capital Damascus, on February 19, 2018. (Abdulmonam Eassa/AFP/Getty Images)

يضع يده على جثة ابنته التي قتلت في قصف جوي على بلدة مسرابا قبل أن يقلها المسعفون إلى مستشفى دوما، ويقول “لدي خمسة أطفال لا أعرف عنهم شيئاً، خمسة ووالدتهم”. ولا يجد المتطوع في الدفاع المدني شيئاً يقوله له لمواساته سوى “الله يصبرك”.

وبعد المزيد من البحث، وجد نضال، وفق مراسل فرانس برس، باقي أفراد عائلته بخير.

في المشرحة ذاتها، ينتحب رجل لف رأسه بكوفية ويلطم وجهه حزنا قبل ان يعانق جثتي طفليه دون ان يقوى على الكلام.

يدخل رجل آخر من عائلة محجوب، فيتعرف على جثة طفله الرضيع، الذي لم يتجاوز الأسبوع من العمر، وقد وضعت أرضاً على غطاء بنفسجي اللون إلى جانب بقعة كبيرة من الدماء.

في غرفة الطوارئ في المستشفى، طفل يجلس بهدوء غريب وهو بحالة ذهول، فيما يقوم أحد الممرضين بمعالجة اذنه ووجهه.

وعلى سرير آخر، يجلس طفلان، أحدهما لف وجهه وعيناه بضمادات بيضاء اللون، وآخر لف جبينه بقطعة قماش، فيما بدت أثار الدماء على وجهه.

وفي زاوية أخرى، ينهمك حوالى خمسة عاملين في علاج طفل يصرخ من شدة الوجع، ولا يمكن رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء.

– “عادوا لي بخير” –

في مشرحة المستشفى، يتمدد رجل على الأرض وقد أصيب بجروح بالغة في رأسه، إلا أن قلبه لم يتوقف عن الخفقان.

لم يقو الأطباء على اسعافه، ولم يجدوا حلاً إلا أن يتركوه جانباً في محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الجرحى الاخرين المتوافدين إليهم.

ويواجه عمال الانقاذ والمسعفون والأطباء في الغوطة الشرقية صعوبة في اتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الامكانات والمعدات، نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام منذ العام 2013.

يأتي رجل باحثاً عن طفله، يبادر أحدهم إلى رفع الغطاء عن احدى الجثث، وسرعان ما يتضح أنها تعود لابنه، فينهار باكياً.

وفي دوما، شاهد مراسل فرانس برس خمسة أطفال غطى الغبار الناتج عن القصف وجوههم في المستشفى، وهم يبكون من شدة الخوف. وقد أعطاهم المسعفون البسكويت لتهدئتهم، إلا أنهم استمروا بالبكاء.

وبعد وقت قصير يأتي رجل، ويجد طفليه بينهم. يحملهما من شدة الفرح، ويبدأ بالبكاء والصراخ “لا اله الا الله، عادوا لي بخير الحمد الله، الله أكبر”.

[dt_fancy_image image_id=”60963″ onclick=”lightbox” width=””]

A Syrian man carries a child injured in regime bombing in the town of Hamouria, in the besieged Eastern Ghouta region on the outskirts of the capital Damascus, on February 19, 2018. (Abdulmonam Eassa/AFP/Getty Images)

المصدر : AFP

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية