مؤشرات و دلالات سبقت مجزرة داعش الدموية في السويداء
استفاقت محافظة السويداء يوم الأربعاء 25 يوليو/ تموز 2018 على مجزرة دموية بهجمات “انتحارية” مفاجئة شنها تنظيم “داعش”.
الهجمات كانت عبر قيام مجموعات من تنظيم داعش بالتسلل الى القرى الشرقية في محافظة السويداء بالتزامن مع عدة عمليات انتحارية في مدينة السويداء فجر يوم الأربعاء 25/7/2018 وارتكاب مجازر طالت عدد من المدنيين الآمنين في منازلهم، وسط غياب تام لقوات النظام أو القوات الرديفة له ،الأمر الذي دفع بشباب المنطقة للدفاع عنها بشكل عفوي (الفزعة) حيث تمكنوا من قتل عدد من مسلحي التنظيم و طرد المتسللين ، ما دفع عناصر التنظيم بالانسحاب مصطحبين معهم عدد من الرهائن من المدنيين بينهم نساء وأطفال من قرية الشبكي والانسحاب شرقا تجاه أماكن تمركزهم.
وحملت الهجمات المفاجئة للتنظيم تساؤلات عن أسبابها وأهدافها في هذا التوقيت، الذي يحاول النظام السوري فيه بسط نفوذه بشكل كامل في المنطقة الجنوبية بما فيها مدينة السويداء.
المؤشر الأول : في 22 من أيار الماضي، عندما نقل النظام السوري عناصر تنظيم “الدولة” من جنوبي دمشق إلى البادية في محيط السويداء، ضمن اتفاق غير رسمي.
ونقل النظام حينها عددًا يتراوح بين 800 وألف عنصر من مقاتلي التنظيم في 40 شاحنة بحراسة شديدة، إلى منطقة الأشرفية والعورة، على بعد أقل من عشرة كيلو مترات من ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وطرحت حينها عدة أسئلة حول الهدف من نقلهم إلى قرب السويداء.
المؤشر الثاني : سبق هذا الهجوم و بتاريخ 21/7/2018 لقاء في مقر مشيخة عقل طائفة الموحدون الدروز(مقام عين الزمان) ضم عدد من الضباط القادة الروس ومشايخ العقل وعدد من وجهاء المحافظة التقليديين بهدف دفع مشايخ العقل والوجهاء للضغط على الشباب الذين تخلفوا عن الالتحاق بالجيش خلال السنوات السابقة والبالغ عددهم حوالي 53000 شاب للالتحاق بالجيش ليكونوا تحت تصرف الروس في مخافرهم في محافظة درعا، حيث أن طلبهم هذا لم يحظى بتجاوب من المشايخ والوجهاء. سبق هذا اللقاء بعدة أيام لقاء آخر في المكان نفسه تخلله تصريح للروس مفاده : ” بأنه هناك تواجد لتنظيمات ارهابية في محافظة السويداء بإشارة الى بعض الفصائل وأبرزها ما يعرف ب مشايخ الكرامة” الامر الذي يشي بإيجاد ذريعة تُمهد لتدخلهم عسكرياً في محافظة السويداء، كما تجدر الاشارة بتزامن ذلك مع قيام القوات الرديفة للنظام بسحب الاسلحة الفردية من الاهالي قبل يومين من المجزرة، والتي كانت قد وزعتها عليهم منذ بداية الاحداث في سوريا .
ذهب البعض على أن المؤشرات السابقة وهذه المجزرة المروعة قد تفضي إلى قيام داعش بتكرار هذه العمليات بشكل أوسع وأعنف، ما ينذر بارتكاب مجازر أخرى بحق سكان هذه المنطقة مستخدمة الذرائع الدينية والعقائدية والمذهبية .
وإلى استثمار ما يحدث لإشعال فتنة واقتتال بين الموحدين الدروز من جهة وبين عشائر البدو(سكان المنطقة ) والنازحين من المحافظات السورية الى محافظة السويداء من جهة أخرى والتحريض على القيام بردود فعل بحقهم من خلال بث الشائعات واتهامهم بالتعاون مع مسلحي داعش، الأمر الذي سيؤدي الى توسيع دائرة الحدث وتعقيده.