قبيلة هندية انتهك الأميركيون أراضيها تقول لترامب: بناء الجدار على جثتنا
يواجه مقترح جدار ترامب الحدودي عقبة رئيسية في أريزونا. إذ أنذرت قبيلة من الهنود الحمر بالتصدي لأعمال البناء على أراضيها، مفسحةً الطريق بذلك للتكتلات المقاومة المحتملة على غرار احتجاجات قبيلة ستاندينغ روك.
يوضح تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أن شعب التوهونو أووادم هم قبيلة من السكان الأصليين مُعترف بها فيدرالياً، تستوطن محمية طبيعية تمتد بطول 75 ميلاً على الحدود الأميركية المكسيكية. أعلنت القبيلة، أمس الخميس، أنها لن تدعم الجدار وانتقدت البيت الأبيض لتوقيعه أمراً تنفيذياً كهذا دون استشارة القبيلة.
.Bradley Moreno: Border Patrol is a way of life for us
اجتماع مع الرئيس
دعا بيان القبيلة إلى الاجتماع مع الرئيس، وجاء ذلك عقب تصريح نائب رئيس القبيلة بأن بناء الجدار سيكون “على جثتي”. في أوائل أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، تعهّد ترامب بالدفع بمشروع خطوط أنابيب داكوتا؛ التي شهدت -العام الماضي- احتجاجات غير مسبوقة من السكان الأصليين دعماً لقبيلة ستاندينغ روك من شعب السيوكس في رفضها لمشروع مدّ خطوط البترول.
توهونو أووادم، التي تضم ما يقرب من 28 ألف عضو وتتحكم في 2.8 آكر من محمية طبيعية جنوبي غرب أريزونا، لطالما ناضلت ضد عسكرة الحدود الدولية التي تم ترسيمها في وسط أراضيها التاريخية.
شعب أووادم استوطن المنطقة الممتدة جنوباً من سونورا في المكسيك إلى شمال فينكس، اريزونا. وما زال هناك أعضاء من القبيلة يعيشون في المكسيك. وتعد القبيلة، الآن، ثاني أكبر مجموعة من السكان الأصليين في الولايات المتحدة. وتقول القبيلة إن حرس الحدود الأميركي ظل لعقود يعرقل مجتمع القبيلة وحياتهم اليومية بشكل ملحوظ.
قال برادلى مورينو أحد أبناء القبيلة، الذي نشأ بعيداً عن الحدود بأميال، إن الحدود خرقت أرض أسلافنا وقسمت العائلات التي كان بإمكانها أن تتحرك بحرية قبل ترسيم الخط الحدودى. وأضاف: “حرس الحدود نمط حياة بالنسبة لنا”.
تشكو القبيلة من أن ضباط حرس الحدود كانوا، سابقاً، يعتقلون ويرحلون أعضاء القبيلة الذين “يتحركون في أراضيهم التاريخية، ويمارسون تقاليد الهجرة الأساسية لديانتهم واقتصادهم وثقافتهم”.
مورينو، البالغ من العمر 35 عاماً، قال إن التضييق عن طريق تنفيذ القانون أمر مُعتاد للسكان الأصليين، وإنه واجه إجراءات الإيقاف والاستجواب من قبل شرطة الحدود العديد من المرات. وأضاف مورينو أن هناك حاجزاً سلكياً على طول الحدود يمر بالمحمية، وإن بُنِي الجِدار ستكون نتائجه مدمرة.
وتابع مورينو: “سيؤثر على أراضينا المقدّسة، ومواقع شعائرنا، كما سيؤثر على البيئة. في أرضنا حياة برية وحيوانات لها أساليبها الطبيعية في الهجرة. هناك العديد من الأخطاء في هذا العمل، والفكرة التي تحركه من أساسها عنصرية”.
أطلق ترامب حملته متعهّداً ببناء الجدار، وذلك باستخدام خطاب وصف المهاجرين المكسيكيين بـ”المجرمين والمغتصبين”. وجاء الأمر التنفيذي الذي وقّعه، يوم الأربعاء، جزءاً من إجراءات مضادة للهجرة نادت ببناء “جدار مادي متاخم، أو ما يشبهه من حاجز عازل أمن لا يمكن اختراقه”.
ولا تزال آلية تمويل الكونغرس لبناء هذا الجدار ملتبسة، وزعم ترامب أن المكسيك ستُجبر على تمويل البناء. وألغى الرئيس المكسيكي إنريكو بينا نيتو، أمس الخميس، اجتماعه المرتقب مع ترامب بعد تأكيده أن شعبه لن يموّل أي جدار.
ورغم حملة ترامب في مخاطبة “أزمة” الحدود، تجادل الخبراء بشأن فاعلية إنشاء الجدار العازل، وأظهرت الأبحاث المعنية أنه لا علاقة بين معدلات الجريمة ومسألة الهجرة.
عقبات قانونية أمام الجدار
سيواجه ترامب عقبات قانونية عديدة لو حاول بناء الجدار في منطقة قبيلة أووادم، التي تعتبر فيدرالياً منطقة حكم ذاتي.
قال راؤول جريجالفا، عضو الكونغرس الديمقراطي عن منطقة أريزونا، إن “ترامب سيخوض معركة خطيرة ومطولة مع القبيلة، فهم لا يتهاونون مع مسألة سيادتهم على أراضيهم”.
وقالت القبيلة، التي لم تستجب لأي طلبات بإجراء مقابلات، في تصريحٍ لها أنّها ستواجه بناء “جدارٍ محصّن واسع النطاق”.
وأنذر نشطاء السكان الأصليين بمحاربة الجدار بكل قوة إذا وصل الأراضي القبلية في أريزونا، وأضاف مورينو أن النقاش حول استراتيجيات “التحرك المباشر” قد بدأ بالفعل.
تقول أودرا أنطون، التي تعيش في منطقة نهر جيلا (مجتمع للسكان الأصليين) وأهلها يعيشون في أووادم، إن الحكومة إذا تحركت لبناء هذا الجدار ستشتعل احتجاجات عظيمة كما حدث مع ستاندينغ روك.
وتابعت أنطون: “إن هذه ممارسة جديدة للتقسيم والاحتلال، وعلينا نحن السكان الأصليين الاتحاد والدفاع عن أرضنا. سنتراجع إلى الوراء إن لم نواجه ونقاتل”، مشيرة إلى أن أباها قد رُحل إلى المكسيك سابقاً.