مع إعلان الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية مزيداً من القوائم القصيرة للفئات المنافسة على جوائز الأوسكار في الدورة الـ92 في شباط/ فبراير القادم، يحصد الوجود العربي مزيداً من النجاحات، مع ورود فيلمين يحكيان قصصاً من المأساة السورية ضمن القائمة القصيرة لفئتي الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، بانتظار إعلان الترشيحات النهائية في 13 كانون الثاني/ يناير المقبل.
الأكاديمية أعلنت أمس عن تسع قوائم قصيرة جديدة، هي قوائم فئتي الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، وفئة الأفلام الروائية العالمية التي تتخذ هذا الاسم للمرة الأولى بعد أن كانت تعرف في الدورات السابقة باسم أفضل فيلم بلغة أجنبية، والمؤثرات البصرية، والأغنية الأصلية، والموسيقى الأصلية، والشعر والماكياج، وأفلام الرسوم المتحركة القصيرة، والأفلام الحية القصيرة.
ضمن فئة الأفلام الروائية وصل إلى القائمة القصيرة عشرة أفلام من أصل 91 فيلماً، هم: “الطائر المصبوغ The Painted Bird” من جمهورية التشيك، من إستونيا “الحقيقة والعدالة Truth and Justice”، ومن فرنسا “البؤساء Les Misérables”، من المجر “أولئك الذين بقوا Those Who Remained”، و”أرض العسل Honeyland” من شمال مقدونيا، من بولندا “Corpus Christi”، من روسيا “Beanpole”، من السنغال “أتلانتيك Atlantics”، ومن كوريا الجنوبية “الطفيلي Parasite” ومن إسبانيا “الألم والمجد Pain and Glory”.
إذا حصل أي من “Atlantics” أو “Parasite” على ترشيحات نهائية ، فسيكون ذلك الإنجاز الأول في الأوسكار بالنسبة للسنغال وكوريا الجنوبية على التوالي، بعد تحقيق الفيلمين إنجازات في مهرجان كان السينمائي في أيار/ مايو الماضي.
أما في فئتي الأفلام الوثائقية فتمكن فيلما “إلى سما” للسورية وعد الخطيب والإنكليزي إدوارد واتس و”الكهف” للسوري فراس فياض من الوصول إلى القوائم القصيرة، حيث حجز “إلى سما” مكانه ضمن 15 فيلماً اختيروا من أصل 159 فيلماً وثائقياً طويلاً، في حين حجز “الكهف” مكانه ضمن 10 أفلام اختيرت من 96 فيلماً وثائقياً قصيراً.
الفيلمان حازا العديد من الجوائز في مهرجانات سينمائية مرموقة، ونالا اهتماماً دولياً واسعاً لتوثيقهما للمأساة السورية وتوصيلهما رسائل إنسانية فشلت وسائل أخرى بنقلها بكافة أبعادها.
توثق أحداث فيلم “الكهف”، الذي أنتجته شبكة “ناشيونال جيوغرافيك”، الحياة في مستشفى سوري كان يتم فيه إسعاف وعلاج أهل الغوطة الشرقية أثناء القصف المتواصل الذي تعرضت له المدينة من قوات النظام السوري.
في حين يدور فيلم “إلى سما”، الذي أنتجته القناة الرابعة البريطانية، حول يوميات مخرجته وعد الخطيب في مدينة حلب لمدة خمس سنوات، من زواجها إلى ولادتها ابنتها سما وجميع ما مرت به في المدينة المنكوبة، حيث يحمل الفيلم رسالة إلى الابنة ويشرح لماذا ثار السوريون ضد نظام الأسد.
يذكر أنها ليست المرة الأولى للمخرج السوري فراس فياض في الأوسكار فقد ترشح فيلمه “آخر الرجال في حلب” عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة في الدورة التسعين لجوائز الأوسكار عام 2017، كما ترشح فيلم المخرج السوري طلال ديركي “عن الآباء والأبناء” لفئة الأفلام الوثائقية الطويلة في الدورة 91 العام الماضي.